في تصعيد خطير وغير مسبوق، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أوامر بإخلاء شامل لعشرات الآلاف من سكان مدينة رفح وأحياء جنوب خانيونس، تزامنًا مع قصف عنيف استهدف المنازل والخيام والتجمعات المدنية، ما أدى إلى وقوع مجازر خلال يومي عيد الفطر، راح ضحيتها أكثر من 73 مدنيًا بينهم أطفال، إضافة إلى مئات الجرحى.
وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان هذه الأوامر التي وصفها بأنها استمرار مباشر لمخطط التهجير القسري وتأكيد على النية الواضحة لارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، خاصة في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية وغياب أي حماية دولية للمدنيين.
#عاجل تحذير صادر عن الجيش الإسرائيلي: إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق رفح، بلديات النصر والشوكة والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية وأحياء السلام، المنارة وقيزان النجار
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) March 31, 2025
⭕️من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في المواصي pic.twitter.com/gUFGMe60Qi
تهجير قسري وبيئة غير صالحة للحياة
بحسب بيان المركز، فإن الاحتلال أمر سكان أحياء كاملة في رفح مثل النصر، الشوكة، السلام، المنارة، وقيزان النجار، بالإضافة إلى مناطق شرق وغرب خان يونس، بإخلائها فورًا والانتقال إلى منطقة المواصي، دون أي ضمانات للمأوى أو السلامة. هذا التحرك يندرج ضمن خطة "التهجير الطوعي" التي صرّح بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تهدف إلى فرض واقع ديمغرافي جديد في غزة بالقوة.
وتأتي هذه الخطوات في ظل قصف جوي ومدفعي متواصل يستهدف كل من يحاول البقاء في منزله، في انتهاك واضح وصريح لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، الذي يحرّم النقل القسري للسكان.
خلال عمليات البحث عن عناصر الدفاع المدني والهلال الأحمر المفقودين في #رفح، وثق عاملون في المنظمات الدولية قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار على شابين اثناء محاولتهما انتشال جثمان سيدة اعدمها جنود الاحتلال برصاصة في الراس، تمكن العاملون من انتشال جثمانها في مركبة تابعة للأمم المتحدة pic.twitter.com/1uOdSTvCgj
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) March 31, 2025
نزوح جديد وسط الكارثة
رصد باحثو المركز بدء موجة نزوح جديدة، وسط انعدام وسائل النقل ونقص حاد في الوقود. العائلات تُجبر على السير لمسافات طويلة، حاملة ما تبقى من متاعها، وسط القصف وانعدام الخدمات، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وكانت قوات الاحتلال قد هجّرت سكان رفح سابقًا خلال هجومها البري في مايو 2024، ما أدى لنزوح أكثر من مليون فلسطيني. وبعد اتفاق وقف إطلاق النار في يناير 2025، عاد فقط 100 ألف مواطن إلى المدينة، أغلبهم أقاموا في خيام أو منازل مدمّرة جزئيًا، وظلوا عرضة للهجمات الإسرائيلية حتى اليوم.
إبادة ممنهجة وصمت دولي مريب
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان شدد على أن ما يجري في رفح وجنوب خانيونس، من تهجير جماعي وقتل واستهداف مباشر للمدنيين، هو جزء من سياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه، محذرًا من أن المجتمع الدولي، بصمته، يمنح الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة هذه الجرائم.
ودعا المركز المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وفوري لوقف عمليات القتل الجماعي، ومحاسبة قادة الاحتلال، مطالبًا الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بتحمل مسؤولياتها القانونية تجاه ما يحدث في غزة.
هكذا ينزح المواطنون من #رفح في ظل غياب المواصلات pic.twitter.com/MTQwsKcmJ3
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) March 31, 2025
نزوح جماعي لآلاف المواطنين من #رفح جنوب قطاع غزة بعد تهديدات الاحتلال لإخلاء المنطقة pic.twitter.com/d63dXE88Fn
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) March 31, 2025