أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الجيش الإسرائيلي بصدد توسيع عملياته البرية في قطاع غزة بهدف إعادة احتلال ما لا يقل عن 25% من أراضي القطاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في خطوة وصفها بأنها جزء من حملة "أقصى درجات الضغط" لإجبار حركة حماس على الإفراج عن مزيد من الأسرى.
خطة عسكرية تُخفي أهدافًا ديموغرافية
وبحسب المسؤول الذي تحدث في إحاطة إعلامية للصحفيين، فإن التوغل الإسرائيلي لا يقتصر على استعادة "الرهائن"، بل يتعداه إلى فرض واقع جديد على الأرض، قد يؤدي إلى تهجير جماعي للفلسطينيين داخل القطاع، وربما خارجه، تحت ذريعة "المنطقة الإنسانية الآمنة".
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس توجهًا واضحًا داخل الحكومة الإسرائيلية نحو تنفيذ خطط تهدف إلى "المغادرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة، وهي سياسة لطالما تم الترويج لها ضمنياً، لكنها الآن باتت تتخذ طابعًا ميدانيًا ملموسًا.
تهجير جديد في رفح وتوسع للمنطقة العازلة
صباح الإثنين، أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء جديدة لسكان مدينة رفح جنوب القطاع، التي دُمّرت بشكل شبه كامل في العمليات السابقة، مطالبة الأهالي بالانتقال إلى منطقة المواصي غرب خان يونس.
وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد أفيخاي أدرعي، إن القوات "تستأنف العمليات المكثفة للقضاء على قدرات التنظيمات الإرهابية"، داعيًا السكان إلى إخلاء مواقعهم فورًا.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن الخطة العسكرية تهدف أيضًا إلى توسيع "المنطقة العازلة" المحاذية للحدود مع إسرائيل، ما قد يؤدي فعليًا إلى اقتطاع أجزاء كبيرة من غزة من السيطرة الفلسطينية.
القصف مستمر: مئات القتلى وتوقف المفاوضات
ترافق هذا التوسع العسكري مع قصف جوي ومدفعي عنيف شمل مناطق واسعة من القطاع. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 400 فلسطيني خلال أيام قليلة من استئناف القتال، معظمهم من النساء والأطفال، بينما بلغ العدد الإجمالي منذ 7 أكتوبر أكثر من 50 ألف قتيل.
في موازاة ذلك، توقفت مفاوضات التهدئة. فرغم موافقة حماس، نهاية الأسبوع، على مقترح للوساطة قدّمته قطر ومصر، شبيه بما عرضه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سابقًا، عادت إسرائيل ورفضت العرض، مطالبة بالإفراج عن 11 أسيرًا حيًا مقابل هدنة لمدة 40 يومًا، إلى جانب تسليم جثامين 16 أسيرًا في اليوم العاشر من التهدئة.
تحذيرات من احتلال طويل الأمد
بينما تدافع بعض الجهات داخل الحكومة الإسرائيلية عن إعادة احتلال أجزاء من غزة كضرورة عسكرية لهزيمة حماس، يحذّر مسؤولون آخرون من أن هذه الخطوة قد تُفضي إلى احتلال طويل الأمد، تتحمل فيه إسرائيل مسؤولية إدارة شؤون مليوني فلسطيني، في ظل أوضاع إنسانية مدمّرة.