أعلنت مؤسسة هند رجب الحقوقية عن بدء إجراءات قانونية فورية لمواجهة الزيارة المرتقبة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر يوم غدٍ الأربعاء، وذلك في ظل صدور مذكرة اعتقال دولية بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت المؤسسة، عبر موقعها الإلكتروني، إنها ستتقدم بدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، مطالبةً المدعي العام المجري بإصدار مذكرة توقيف فورية بحق نتنياهو. كما طالبت بإخطار سلطات الطيران المدني في دول الاتحاد الأوروبي لمنع عبور طائرة نتنياهو أجواءها.
وتُعد هذه الزيارة الأولى لنتنياهو إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدار مذكرة توقيف بحقه في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وبحسب مذكرة المحكمة، فإن الدول الـ120 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية ملزمة قانونًا بتنفيذ الاعتقال فور دخول نتنياهو أراضيها. إلا أن المجر، إلى جانب فرنسا، أعلنتا أنهما لن تلتزما بتلك المذكرة، مما أثار جدلًا واسعًا وانتقادات من منظمات حقوقية.
وفي هذا السياق، اعتبرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) دعوة نتنياهو إلى بودابست "ازدراءً صارخًا للقانون الدولي"، مؤكدة أن التغاضي عن تنفيذ مذكرة المحكمة "يُشكل سابقة خطيرة تمنح الاحتلال ضوءًا أخضر لمواصلة جرائمه".
وأكدت أمنستي أن الاتهامات الموجهة لنتنياهو تشمل استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، والاستهداف المتعمد للمدنيين، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وتعود خلفية الزيارة إلى دعوة رسمية وجهها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لنتنياهو في نوفمبر 2024، معبرًا عن "صدمته" من قرار المحكمة، ومؤكدًا دعم بلاده "الكامل" لإسرائيل. وقال أوربان حينها: "سنضمن أمنك وحريتك خلال الزيارة الرسمية إلى بودابست".
في غضون ذلك، استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة في 18 آذار/مارس الجاري، ما أدى إلى استشهاد 921 فلسطينيًا وإصابة 2054 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، بوساطة مصرية وقطرية، قد انتهت في 1 آذار/مارس دون التوصل إلى اتفاق للمرحلة الثانية، بعد رفض نتنياهو الاستمرار في التهدئة.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا إلى استشهاد وإصابة أكثر من 164 ألف فلسطيني في قطاع غزة، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وسط حصار خانق ومجاعة متصاعدة طالت أكثر من 1.5 مليون نازح في القطاع.