هآرتس: الجيش الإسرائيلي يخطط لتحويل مدينة رفح إلى منطقة عازلة ومنع عودة السكان إليها

5fbdd20d-067a-4f77-8c9f-c53589f23395.jpeg

يستعد الجيش الإسرائيلي لتحويل مدينة رفح جنوب قطاع غزة والأحياء المحيطة بها إلى منطقة عازلة محظورة على السكان، في خطوة توسعية تشمل مساحة تُقدَّر بـ75 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل خمس مساحة القطاع. وتقع هذه المنطقة بين محور فيلادلفيا جنوبًا ومحور موراج شمالًا، وكانت موطنًا لنحو 200 ألف فلسطيني قبل الحرب، لكنها أصبحت شبه خالية بعد قصف واسع النطاق وتدمير المنازل من قبل قوات الاحتلال.

وبحسب صحيفة هآرتس، فإن الجيش الإسرائيلي بدأ فعليًا في توسيع محور موراج وتدمير المباني المحاذية له، في حين دعا السكان القلائل المتبقين إلى مغادرة رفح والانتقال نحو ما يُعرف بـ"المنطقة الإنسانية" في خان يونس والمواصي.

ويعد هذا القرار سابقة خطيرة، إذ امتنعت إسرائيل في السابق عن ضم مدن كاملة مثل رفح إلى المنطقة العازلة التي أنشئت على طول حدود قطاع غزة منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023. وتؤكد مصادر أمنية أن الخطوة الجديدة جاءت على خلفية تجديد الحرب، وبتوجيه سياسي مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن إسرائيل ستُبقي على سيطرتها في مناطق واسعة من غزة.

وتشير التقارير إلى أن هذه المنطقة العازلة ستحوّل القطاع فعليًا إلى جيب مغلق داخل الأراضي الإسرائيلية، وستفصله تمامًا عن الحدود المصرية، ما يعزز سياسة العزل الكامل ويخنق القطاع اقتصاديًا وجغرافيًا.

تأتي هذه الخطوة أيضًا ضمن محاولات إسرائيلية لزيادة الضغط على حركة حماس، في وقت تشهد فيه العمليات العسكرية تراجعًا في الدعم الدولي، حتى من الولايات المتحدة. لذلك، باتت رفح، بحجمها الاستراتيجي وقربها من مصر، هدفًا مركزيًا للضغط والتفاوض.

وفي شهادات ميدانية أدلى بها جنود وقادة لصحيفة هآرتس، أعرب العديد منهم عن إحباطهم من تكرار العمليات العسكرية دون أهداف واضحة، مشيرين إلى مخاطر متزايدة على القوات، خصوصًا في ظل انهيارات المباني التي أدت إلى مقتل جنود خلال الشهور الماضية، كما حصل في حادثة كيسوفيم التي قُتل فيها 21 جنديًا، أو في بيت حانون ورفح حيث انهارت مبانٍ فوق الجنود.

الجيش الإسرائيلي يستخدم خريطة ميدانية ملوّنة لتحديد المناطق في القطاع وفق درجة التدمير: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، والأخضر، حيث تم تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية في بعض المناطق، في ما وصفه الجنود بأنه تحوُّل التدمير إلى منافسة بين الوحدات لزيادة "المساحات الخضراء".

كما نُقلت شهادات صادمة لجنود يرون أن كل من في المنطقة مستهدف باعتباره "إرهابيًا"، ولا يوجد تمييز بين مدني ومقاتل، في ظل غياب تنظيم واضح لقواعد إطلاق النار. وقال أحد الجنود: "رسمنا خطًا وهميًا وكل من يقترب منه يُستهدف فورًا، دون أي علامات على الأرض أو تحذيرات واضحة".

ومع عودة العمليات للمنطقة، تصاعدت التحذيرات من انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، لا سيما مع استخدام دبابات وجرافات D9 في تدمير الأحياء، واعتبار كل مبنى يُطل على السياج هدفًا مشروعًا للتدمير، حتى لو كان مأهولًا.

ويكشف التقرير أيضًا أن قائد لواء غولاني وجّه تعليمات صريحة لجنوده بـ"اعتبار كل من يُصادفونه في رفح عدوًا"، في ظل غياب أي وضوح حول مكان وجود الرهائن أو طرق التعامل معهم، ما يُنذر بخطر أكبر على حياتهم.

وتختتم هآرتس تقريرها بالإشارة إلى أن بعض الجنود اعترفوا بتدمير مبانٍ سبق للجيش أن استخدمها، ليتضح لاحقًا أن بها معدات تخص الرهائن، ما يعكس حجم الفوضى العسكرية والتخبط في الأهداف الميدانية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة