كنيسة القيامة تحت الحصار والصلوات تقام رغم الحواجز

الاحتلال يقيد احتفالات "سبت النور" في القدس والضفة: حضور محدود وإجراءات عسكرية مشددة

ساحة المهد.jpg

 

أحيت الكنائس المسيحية في فلسطين، اليوم السبت، طقوس "سبت النور" الذي يسبق أحد القيامة (عيد الفصح المجيد)، وسط قيود مشددة فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس والبلدة القديمة، ما حال دون وصول آلاف المصلين المسيحيين من الضفة الغربية إلى كنيسة القيامة.

وترأس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، ثيوفيلوس الثالث، الصلاة داخل الكنيسة بحضور عدد من المطارنة والكهنة والمصلين الذين تمكنوا من تجاوز الحواجز والوصول إلى الموقع، في ظل وجود أمني كثيف وحواجز أعاقت الدخول إلى ساحات الكنيسة.

غياب الاحتفالات والكنائس تكتفي بالصلوات

للعام الثاني على التوالي، غابت المسيرات الكشفية والفعاليات الاحتفالية بعيد الفصح بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين منذ أكتوبر 2023. واكتفت الكنائس هذا العام بإقامة القداديس والصلوات، وسط أجواء حزينة تعكس ما يمر به الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة.

ورغم ذلك، جرى نقل "النور المقدس" الذي فاض من القبر المقدس في كنيسة القيامة إلى عدد من المدن الفلسطينية، منها رام الله وبيت لحم وأريحا وجنين ونابلس، إضافة إلى أراضي 48، وبعض الكنائس حول العالم.

استقبال رمزي في رام الله وبيت لحم

في رام الله، استُقبل "النور المقدس" في كنيسة التجلي للروم الأرثوذكس بحضور رسمي وديني، تقدمهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري، والمحافظ ليلى غنام، ورئيس البلدية عيسى قسيس، إلى جانب رجال دين مسيحيين ومسلمين وشخصيات وطنية. ونقل خوري تحيات الرئيس محمود عباس، مؤكدًا الأمل بأن يحل العيد القادم وقد تحققت الدولة الفلسطينية المستقلة.

وفي بيت لحم، وصلت شعلة النور إلى ساحة المهد وسط حضور شعبي ورسمي. وقال رئيس بلدية المدينة أنطون سلمان، إن "احتفال هذا العام بسبت النور يحمل طابعًا خاصًا، حيث يختلط الحزن بالتضامن مع أهل غزة، والأمل بانتصار النور على الظلام كما انتصر السيد المسيح على الموت".

غزة تصلي في ظل الحصار والحرمان من النور

في قطاع غزة، حال الحصار والعدوان دون نقل النور من القدس، فاكتفت كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدسة للاتين، بإقامة الصلوات الخاصة بسبت النور.

وفي الوقت نفسه، منعت قوات الاحتلال آلاف المسيحيين الفلسطينيين من الوصول إلى القدس بسبب اشتراطها الحصول على تصاريح عبور عبر حواجزها، وهو ما يقيّد الحريات الدينية بشكل ممنهج.

اعتداءات وقيود مشددة في البلدة القديمة

نشرت قوات الاحتلال مئات العناصر في محيط كنيسة القيامة وأزقة البلدة القديمة، واعتدت على المصلين أثناء محاولتهم الدخول إلى الكنيسة، ومنعت عشرات العائلات من دخول منازلها. وأكد الصحفي المقدسي رافي غطاس أن عدد جنود الاحتلال المنتشرين فاق عدد المصلين داخل الكنيسة.

كما احتجزت القوات الإسرائيلية القاصد الرسولي في القدس، ممثل الفاتيكان المطران أدولفو تيتو يلانا، ومنعته من الوصول إلى كنيسة القيامة، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الدينية والحقوقية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة