الاحتلال يدمر معدات الإنقاذ في غزة: استهداف ممنهج يعطل جهود الإغاثة ويهدد حياة المدنيين

جرافات مدمرة في غزة

في تصعيد خطير يُنذر بتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء سلسلة غارات جوية استهدفت بشكل مباشر وممنهج جرافات ومعدات بلدية تُستخدم في أعمال الإنقاذ وفتح الطرق وإزالة الأنقاض، ما تسبب بتدمير كامل لمقومات العمل الإنساني في عدة مناطق من القطاع.

ووفق ما أفاد به مراسل وكالة "قدس نت" شمال القطاع، استهدفت الغارات مواقع متعددة تضم آليات بلدية وجرافات مصرية دخلت القطاع مطلع العام الجاري ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب معدات تابعة لشركات خاصة ومواطنين، تم تدميرها بالكامل وإحراقها.

في بلدية جباليا، أكدت السلطات المحلية أن القصف طال كراج البلدية، ودمر تسع جرافات مصرية، وجرافة محلية، وسيارات نقل مياه وسولار، ومعدات مخصصة للصرف الصحي وجمع النفايات. فيما تعرضت مواقع مشابهة في غزة وخانيونس لقصف مماثل طال معدات بلدية وأخرى مخصصة لأعمال الطوارئ.

تعطيل ممنهج لجهود الإنقاذ

مصادر حقوقية أكدت أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ القطاع من أي قدرة ذاتية على الإنقاذ أو إعادة فتح الطرق أو انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ما يُشكل انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب ويعزز المؤشرات على ارتكاب جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية.

وقال مصدر في الدفاع المدني بخانيونس إن القصف طال جرافات كانت مخصصة لإزالة الركام من بين منازل النازحين والمناطق المنكوبة، مؤكدًا أن فرق الإنقاذ تواجه شللًا شبه تام في قدراتها بعد تدمير المعدات.

وفي شهادة مؤلمة من أحد سكان جباليا، ذكر أن اتصالًا ورد من جيش الاحتلال طالبهم بإخلاء منازلهم بحجة استهداف أحد البيوت المجاورة، لكن بعد دقائق، قصفت الطائرات الحربية الجراج مباشرة، ما أدى إلى احتراق كافة المعدات داخله.

خسائر بشرية ومادية متصاعدة

بالتزامن، تعرضت مناطق عدة في رفح وخانيونس إلى قصف طال خيام نازحين ومنازل مأهولة، وأسفر عن مقتل 17 شخصًا بينهم نساء وأطفال، في استهدافات متكررة بدون إنذارات مسبقة. كما قُتل شابان في قصف استهدف خيمتهما في منطقة المواصي، وشقيقان من عائلة واحدة جنوب خانيونس، بينما انتشلت فرق الإسعاف طفلتين من تحت الأنقاض قرب مفترق موراج برفح.

فشل اتفاق التهدئة وتداعياته

وتأتي هذه التطورات بعد أن فشلت إسرائيل في الالتزام بمراحل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية مصرية أمريكية قطرية منتصف يناير الماضي. ورغم إدخال الجرافات المصرية ضمن ترتيبات المرحلة الأولى، لم تبدأ إسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية، بل أعلنت في مارس وقف إدخال المساعدات الإنسانية "حتى إشعار آخر"، تزامنًا مع استئناف العدوان العسكري على القطاع.

هذا النهج التصعيدي، الذي يتضمن قصفًا ممنهجًا للبنية التحتية الإنسانية واللوجستية، يشير إلى نية متعمدة في تجريد القطاع من أي وسيلة إنقاذ أو صمود مدني، في ظل حصار شامل وانقطاع مستمر للمساعدات الأساسية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة