شهد جنوب قطاع غزة، اليوم الجمعة، تصعيدًا ميدانيًا لافتًا، بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث أمني مستمر" أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ستة آخرين، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، وفق ما أوردته قناة الجزيرة ومصادر إسرائيلية متطابقة.

وبحسب التقارير، نُقلت الإصابات عبر طائرات مروحية إلى مستشفى إيخيلوف في تل أبيب، في وقت أكد فيه الجيش الإسرائيلي أن قواته تعرضت لهجوم بصاروخ موجه مضاد للدروع استهدف وحدة من اللواء 401 في حي الدرج شرق مدينة غزة. وأفاد الجيش بأنه تم "تحييد المسلحين" المنفذين للهجوم.

وتزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة في مدينة رفح جنوبي القطاع، حيث نفذت مروحيات إسرائيلية عمليات إجلاء لجنود مصابين. كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل جندي خلال معارك في حي تل السلطان بالمدينة، بينما أشارت مصادر أخرى إلى إصابة أحد الجنود في حي الشجاعية بمدينة غزة.

وفي السياق، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" أن مقاتلي المقاومة يواصلون تنفيذ "كمائن محكمة" ضد القوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن المعارك تمتد من بيت حانون شمالًا إلى رفح جنوبًا. واعتبر أن "بطولات المجاهدين" تمثل "حجة على كل شباب الأمة"، بحسب تعبيره.

وتحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن دوي انفجارات عنيفة في مناطق غلاف غزة، ناجمة عن عمليات عسكرية إسرائيلية داخل القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط محاولة استهداف لقواته بصاروخ مضاد للدروع في حي الدرج شرق مدينة غزة، بعد رصد خلية مسلحة أطلقت الصاروخ من نافذة أحد المباني، مشيرًا إلى أن طائرة مسيّرة تمكنت من تصفيتهم فورًا، دون وقوع إصابات في صفوف القوات.

وأوضح الجيش أن الحادث وقع خلال عملية عسكرية تنفذها قوات اللواء 401، تحت قيادة فرقة 252، في منطقتي الدرج والتفاح منذ عدة أسابيع.

وأضاف البيان أن القوات عثرت خلال العملية على منصات إطلاق صواريخ كانت مجهزة للإطلاق نحو الأراضي الإسرائيلية، وتم تدميرها على الفور.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل عملياته ضد "المنظمات الإرهابية" في قطاع غزة، بهدف حماية المدنيين الإسرائيليين، خصوصًا في مناطق غلاف غزة.

تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها البرية في قطاع غزة، وسط ارتفاع لافت في الخسائر البشرية بصفوف جيشها، ومخاوف متزايدة من اتساع رقعة المواجهات، خاصة في المناطق الجنوبية المكتظة بالنازحين.