في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، كشفت مصادر إعلامية مطلعة أن الولايات المتحدة وإسرائيل باتتا على وشك التوصل إلى اتفاق جديد يخص آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بالتنسيق مع مؤسسة دولية، وسط مخاوف من نفاد إمدادات الغذاء بالكامل خلال أسابيع قليلة.
ووفق تقرير نشره موقع أكسيوس الأميركي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر في الإدارة الأميركية، فإن الآلية المقترحة تهدف إلى إيصال المساعدات إلى سكان غزة بعيدًا عن سيطرة حركة حماس، بحسب الرواية الإسرائيلية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول الطابع السياسي للمساعدات.
تحذيرات من كارثة وشيكة
تؤكد وكالات الإغاثة الدولية أن المخزون الغذائي في غزة على وشك النفاد خلال أيام، بينما تشير تقديرات إسرائيلية إلى نفاد تام خلال 3 إلى 4 أسابيع، في ظل الحصار الكامل المفروض منذ أكثر من 6 أشهر، والذي شل دخول الغذاء والماء والدواء إلى القطاع.
وقد أدى تعليق المساعدات واستمرار الغارات الإسرائيلية إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتفشي حالة من الفوضى وغياب القانون، مما فاقم الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة.
خطة مساعدات بإشراف دولي وشركات خاصة
الاتفاق الجديد، بحسب مصادر أكسيوس، يقوم على إنشاء مؤسسة إنسانية دولية مستقلة تتولى إدارة توزيع المساعدات في غزة، بدعم من دول مانحة وشركات لوجستية أميركية، وبإشراف أمني غير مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتشمل الخطة إنشاء مجمعات توزيع مغلقة في مناطق معينة من غزة، يحصل من خلالها المواطنون على حصص أسبوعية محددة لكل أسرة. ويُتوقع أن تبدأ العمليات خلال أسابيع، قبل تنفيذ أي تصعيد بري محتمل من جانب الجيش الإسرائيلي.
دوافع سياسية وسط ضغط دولي
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتهيأ لزيارة المنطقة قريباً، كان قد شدد على ضرورة السماح بدخول المساعدات، مشيرًا إلى "معاناة الناس في غزة" و"الحاجة الماسة للغذاء والدواء"، بحسب تصريحاته للصحفيين.
وفي المقابل، تسعى إسرائيل لتسويق هذه الآلية كنجاح سياسي وأمني، يضمن استمرار الحصار مع تقليص ما تسميه "استفادة حماس من المساعدات"، فيما تعتبره جهات فلسطينية وحقوقية تسييسًا للمساعدات وابتزازًا إنسانيًا يكرّس المعاناة بدلًا من إنهائها.
الوضع الإنساني يزداد سوءًا
في الوقت الذي تناقش فيه الخطط والآليات، تبقى الحقائق على الأرض صادمة: آلاف الضحايا، أحياء مدمرة بالكامل، انهيار للقطاع الصحي، وانتشار المجاعة بين الأطفال والمرضى وكبار السن، في ظل غياب حل سياسي أو هدنة إنسانية حقيقية.
وتطالب منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لرفع الحصار ووقف العدوان، وإيصال المساعدات دون شروط سياسية أو عسكرية، باعتبار ذلك حقاً إنسانياً مكفولاً وفق القانون الدولي.