أعلنت الأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، عن خطة شاملة وعملياتية جاهزة لاستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن جميع التجهيزات الفنية واللوجستية، من فرق توزيع وشبكات ومخازن ونقاط تنسيق، باتت مهيأة للتحرك فورًا، دون تأخير، لتقديم الدعم الحيوي للفلسطينيين في جميع أنحاء القطاع.
وأكدت الأمم المتحدة أن هناك 160 ألف منصة تحميل (ما يعادل نحو 8,900 شاحنة مساعدات) جاهزة للدخول إلى غزة اليوم، وتتضمن هذه الشحنات مواد غذائية، ومستلزمات طبية، واحتياجات معيشية عاجلة.
خطة من 5 مراحل لمواجهة الكارثة الإنسانية
تستند الخطة إلى مبادئ الحياد والاستقلالية والإنسانية، وتتضمن خمس مراحل رئيسية تشمل: تقديم الطلبات، الفحص والمعاينة، النقل من المعابر إلى مراكز التجميع، تجهيز المساعدات، ثم التوزيع المباشر للمستفيدين في المناطق المتضررة.
وتشمل العملية استخدام تقنيات تتبع دقيقة (QR codes)، ومراقبة من قبل آلية الأمم المتحدة "2720"، وتوزيع جغرافي واسع يغطي شمال وجنوب القطاع عبر معابر كرم أبو سالم وإيرز (زيكيم)، إضافة إلى اعتماد تدابير لتفادي النهب وضمان وصول المساعدات للفئات المستهدفة.
خدمات إنسانية حيوية ومساعدات شاملة
لا تقتصر الخطة على المساعدات العينية، بل تشمل أيضًا تقديم خدمات منقذة للحياة في مجالات الصحة، المياه والصرف الصحي، التعليم، الحماية، والرعاية النفسية. وتُنفّذ هذه البرامج بالتعاون مع المجتمعات المحلية ومن خلال الشركاء الإنسانيين الميدانيين.
وأكدت الأمم المتحدة أن عملية التوزيع ستكون خاضعة لرقابة محكمة وآليات تحقق مستقلة، منها تتبع الشحنات، وزيارات ميدانية، واستبيانات هاتفية بعد التوزيع، للتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة.
دعوة لوقف إطلاق النار ورفع القيود فورًا
جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين، ورفع كافة القيود التي تعيق دخول المساعدات إلى غزة، مؤكدة أن استمرار الحصار وتكرار أوامر الإخلاء يمنع المنظمات الإنسانية من أداء واجبها.
وحذّرت المنظمة من أن تحويل المساعدات إلى ورقة ضغط سياسي أو استخدامها كأداة عسكرية هو انتهاك مباشر للقانون الدولي الإنساني، وشددت على ضرورة احترام الامتيازات والحصانات الأممية، ومنح الطواقم الإغاثية حرية التحرك واستخدام المعدات الأساسية.
تحذير من الكارثة: المساعدات وحدها لا تكفي
قالت الأمم المتحدة إن المساعدات الإنسانية وحدها لا يمكنها تأمين احتياجات أكثر من 2.1 مليون شخص يعيشون في ظروف كارثية، مطالبة بالسماح بدخول البضائع التجارية لدعم الاستقرار، وتعزيز فرص العمل، وتخفيف العبء عن المنظومة الإنسانية.