أعلن توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن السلطات الإسرائيلية سمحت بشكل مؤقت باستئناف إدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة، بعد أحد عشر أسبوعًا من الحصار الكامل، وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية. ورحب فليتشر بهذه الخطوة، واصفًا إيّاها بالتطور الإيجابي، إلا أنه شدد على أن ما تم إدخاله حتى الآن لا يمثل سوى "قطرة في محيط" مقارنة بحجم الاحتياجات الهائلة داخل القطاع.
وأكد فليتشر أن تسع شاحنات فقط تمكنت من الدخول عبر معبر كرم أبو سالم اليوم، ما يُعد أقل بكثير من المستوى المطلوب لتلبية الاحتياجات العاجلة لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف كارثية. وأضاف أن هناك حاجة ملحة لتوسيع نطاق المساعدات بشكل فوري وواسع، بدءًا من صباح الغد، لتشمل كميات أكبر بكثير من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية والوقود، مشيرًا إلى أن تأخير إدخال هذه المواد يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين.
كما أشار فليتشر إلى أن الأمم المتحدة حصلت على تأكيدات من السلطات الإسرائيلية بتسهيل العمل الإنساني من خلال آليات قائمة أثبتت فاعليتها، بما في ذلك الموافقة على تطبيق تدابير للإخطار الإنساني بهدف تقليل المخاطر الأمنية التي تواجه فرق الإغاثة. وأكد أن من أولويات الأمم المتحدة تقليل خطر تعرض المساعدات للنهب، سواء من قبل حماس أو جماعات مسلحة أخرى، مشيرًا إلى أن استمرار القصف وانعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الجوع تجعل بيئة العمل الإنساني شديدة الخطورة.
وأوضح فليتشر أن الحل لا يكمن فقط في السماح المحدود بمرور شاحنات، بل يتطلب فتح معابر إضافية في شمال وجنوب قطاع غزة، وتسهيل الإجراءات دون قيود تعجيزية، إضافة إلى رفع الحظر عن مناطق تسليم المساعدات أثناء عمليات الإيصال، وهو ما من شأنه أن يضمن وصول المساعدات الحيوية إلى مستحقيها في مختلف مناطق القطاع. كما شدد على أن الاستجابة الإنسانية يجب أن تتكامل مع دخول السلع التجارية لدعم الاستقرار الاقتصادي وتخفيف الضغط عن المنظمات الإغاثية.
وأكد المسؤول الأممي أن فرق الإغاثة الأممية مستعدة لتوسيع نطاق عملها بشكل عاجل وتقديم استجابة منقذة للحياة في كل أنحاء غزة، رغم التحديات الأمنية والقيود اللوجستية. وعبّر عن تقديره العميق لشجاعة وتفاني العاملين في المجال الإنساني، مشددًا على أن ما يقدمونه في هذه الظروف الصعبة يمثل قمة الإنسانية.
وفي ختام تصريحه، جدد فليتشر دعوته إلى وقف إطلاق النار فورًا، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية دعم كل فرصة متاحة لتخفيف المعاناة في غزة وتسهيل وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.