يبدأ الجيش الاسرائيلي يوم الأحد، المرحلة الأولى من تنفيذ خطة أميركية موسعة لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وسط أزمة إنسانية خانقة ونقص حاد في الغذاء، بحسب ما أكدته مصادر أممية ومنظمات حقوق الانسان وبرنامج الغذاء العالمي.
وتتضمن الخطة تشغيل أربع نقاط مركزية لتوزيع المساعدات داخل القطاع، ثلاث منها جنوبًا في مدينة "رفح"، المحتلة والرابعة بالقرب من محور نتساريم في الوسط. تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من الانقطاع شبه الكامل للمساعدات، ووسط مطالبات دولية ملحّة بإدخال الإغاثة إلى سكان القطاع المحاصر الذي يعاني من المجاعة.
توزيع مشترك وآلية رقابة متعددة
وبحسب الخطة، ستتولى شركة أميركية خاصة عملية استلام المساعدات من معبر كرم أبو سالم، ونقلها إلى مواقع التوزيع داخل غزة. أما عملية التوزيع الفعلية، فستُدار من قبل شركات دولية، تحت إشراف وتأمين من الجيش الإسرائيلي.
ويستهدف كل مركز توزيع تقديم المساعدات لما يصل إلى 300 ألف شخص، حيث سيُمنح كل ممثل عائلي صندوقًا يحتوي على 70 كغم من المواد الغذائية الأساسية تكفي لخمسة أفراد لمدة عشرة أيام، وذلك بعد الخضوع للفحص الأمني والتدقيق في الهوية.
تصميم آمن لنقاط التوزيع بحسب مصادر الاحتلال
تم بناء مراكز التوزيع وفق معايير أمنية خاصة، تشمل مداخل منفصلة للدخول والخروج، وأسوار ترابية محيطة، ومسارات مخصصة لتنظيم حركة المواطنين، إضافة إلى منطقة خلفية مخصصة لتفريغ الشاحنات، حيث يتم تسليم الصناديق إلى العائلات من الجهة الخلفية لتقليل الازدحام.
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن النموذج يهدف إلى "ضمان عدم تسرب المساعدات إلى جهات مسلحة أو استخدامها لأغراض غير مدنية"، بحسب زعم الاحتلال ومصادره الاعلامية.
ضغوط سياسية داخل إسرائيل ومخاوف من فشل التجربة
تزامن بدء تنفيذ النموذج الأميركي مع انتقادات حادة من أحزاب اليمين الإسرائيلي، عقب قرار رئيس حكومة الاحتلال بالسماح بدخول شاحنات المساعدات مؤقتًا قبل تشغيل الخطة، في محاولة لتخفيف حدة الأزمة مؤقتًا.
في المقابل، أشار مسؤول أمني إلى أن نجاح المرحلة الأولى قد يمهد الطريق لتوسيع الخطة إلى ثماني نقاط توزيع تغطي مناطق أوسع من القطاع.
أزمة تتفاقم وحركة نزوح مستمرة
تأتي هذه التطورات في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وتصاعد مشاهد الجوع وانهيار البنية المعيشية، حيث يضطر عشرات الآلاف من سكان غزة إلى التنقل من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الأمان والحد الأدنى من مقومات الحياة، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية ضمن ما يعرف بـ"عملية عربات جدعون".