استقالة رئيس مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة: المشروع لا يلتزم بالمبادئ الإنسانية

المجاعة في غزة.jpg

في تطور مفاجئ يضرب جهود المشروع الذي ترعاه إسرائيل والولايات المتحدة في قطاع غزة، أعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، جيك وود، استقالته الفورية، قائلاً إن المبادرة "لا يمكن تنفيذها دون التخلي عن المبادئ الإنسانية الأساسية".

وقال وود في بيان رسمي صدر الأحد: "أنا فخور بما أنجزناه حتى الآن، من تطوير خطة قابلة للتنفيذ لتوصيل المساعدات، إلى التعامل مع المخاوف الأمنية حول سرقة المساعدات، ودعم جهود المنظمات الإنسانية العاملة في غزة منذ سنوات. لكن من الواضح أن هذه الخطة لا يمكن تنفيذها مع الالتزام التام بمبادئ الإنسانية، والحياد، وعدم التحيز، والاستقلال – وهي مبادئ لا يمكنني التخلي عنها".

مشروع موضع خلاف

وتقوم الخطة، التي أُعدّت بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، على إقامة عدد محدود من مراكز التوزيع في جنوب قطاع غزة، حيث يُسمح لممثلين مختارين من العائلات بالحصول على طرود غذائية ضمن مناطق مؤمّنة يديرها متعاقدون أميركيون من القطاع الخاص.

رفض أممي للمشاركة

ورغم أن GHF شركة أميركية على الورق، فإن نشأتها تمت بالتعاون الوثيق مع الجانب الإسرائيلي، ما أثار تحفظات لدى منظمات الإغاثة الدولية. وقد أعلنت الأمم المتحدة وعدة منظمات إنسانية عاملة في غزة، رفضها التعاون مع المبادرة الجديدة، معتبرة أنها "تفتقر للشرعية الإنسانية" وتؤسس لنظام يفرض على المدنيين المشي لمسافات طويلة للحصول على الغذاء، ويحدّ من التوزيع في مناطق معينة، ما يعمّق خطر التهجير القسري.

مأزق إنساني وسياسي

تأتي الاستقالة في وقت بالغ الحرج، حيث يتواصل الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة منذ أكثر من 80 يومًا، وتُمنع المساعدات من الوصول إلى مناطق واسعة من القطاع، وسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة. كما تزامنت الاستقالة مع تصريحات جديدة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أشار فيها إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار تسير في الاتجاه الصحيح"، دون الخوض في تفاصيل المبادرة.

الاستقالة تشكل ضربة كبيرة لخطة إسرائيلية مدعومة أميركيًا لإدارة المساعدات خارج إطار الأمم المتحدة، كما تلقي الضوء على التوتر القائم بين الأهداف السياسية والعسكرية من جهة، والاعتبارات الإنسانية من جهة أخرى، في واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم المعاصر.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة