واصلت القوات الإسرائيلية، منذ فجر اليوم الجمعة، حملتها الجوية المكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 50 مواطنًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين، بينهم أطفال ونساء، في قصف طال منازل سكنية، مخيمات نازحين، ومرافق مدنية، وفق ما أفادت به مصادر طبية وميدانية.
في شمال القطاع، استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة أحياء سكنية في جباليا البلد والنزلة والصفطاوي، ما أدى إلى استشهاد 16 مواطنًا، بينهم الصحفي هاشم البرش، وعدد من أفراد عائلة نصر الذين قضوا تحت أنقاض منزلهم بعد استهدافه مباشرة. كما استهدفت غارات جوية أخرى عمارات سكنية ومنازل لعائلات الأدهم والهسي والطيب وعساف، وسط حركة نزوح جماعي إلى غرب المدينة.
وفي مدينة غزة، استشهد 6 مواطنين إثر قصف استهدف منازل في شارع عمر المختار والبلدة القديمة وحي تل الهوا. ونفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة في أحياء الشجاعية والتفاح، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني.
في وسط القطاع، ارتفعت حصيلة الشهداء في مخيم البريج ودير البلح إلى 8 شهداء، بينهم عائلة كاملة تم مسحها من السجل المدني، إضافة إلى طبيبة حامل وزوجها، استهدفتهم طائرة إسرائيلية في محيط دوار أبوسمرة.
أما في جنوب قطاع غزة، فقد استشهد 20 مواطنًا في سلسلة غارات عنيفة طالت خيام نازحين ومركبات مدنية ومواقع سكنية في خان يونس ورفح، من بينهم أطفال ونساء. ودمرت طائرات الاحتلال مسجد الكوثر ومبنى سكنيًا لعائلة العقاد يحتوي على مصلى.
وتواصل القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والمدفعي على القطاع في ظل غياب ممرات آمنة للمدنيين، في وقت تشهد فيه مناطق مثل خان يونس ورفح تصعيدًا ميدانيًا عنيفًا بالتوازي مع نزوح آلاف العائلات.
يعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية ومجاعة قاسية منذ أن أغلق الاحتلال المعابر في 2 آذار/ مارس الماضي، مانعا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المواطنين، مخلفا أكثر من 177 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وبات نحو 1.5 مليون مواطن من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.