عقدت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، اليوم الأحد، مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة الأردنية عمّان، تناولت فيه تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والعقبات التي تواجه الجهود السياسية لإيقاف الحرب والدفع نحو مسار سلام دائم وعادل في المنطقة.
رسائل قوية من الأردن: إسرائيل تعرقل السلام
وفي مستهل المؤتمر، شدد وزير الخارجية الأردني على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل في المنطقة، محذرًا من أن "إسرائيل تتخذ إجراءات ممنهجة تجعل من حل الدولتين أمرًا مستحيلاً".
وأشار إلى أن منع الوفد الوزاري من دخول الضفة الغربية ولقاء القيادة الفلسطينية في رام الله، يُعد دليلًا جديدًا على سياسات إسرائيل العدائية ورفضها لكل المبادرات الهادفة إلى إنهاء العدوان.
السعودية: موقف إسرائيل يعكس رفضًا واضحًا لأي سلام
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي إن رفض إسرائيل زيارة الوفد الوزاري للضفة الغربية يجسد رفضها الصريح لأي محاولات لتحقيق السلام. وأكد أن الوفد ناقش مع الرئيس الفلسطيني "أجندة الإصلاح" التي تعمل عليها السلطة، مشيرًا إلى التزام السلطة الفلسطينية بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية، واصفًا إياها بـ"الطرف العقلاني" في الأزمة.
وأضاف الوزير السعودي أن "المواقف الدولية والضغوط على إسرائيل لن تتوقف إلا بوقف حرب غزة"، مؤكدًا أن قيام الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد المقبول، ومشدّدًا على أن "ما نراه من إسرائيل هو العنف وحرب الإبادة، لا خطوات نحو السلام".
مصر: إسرائيل تمعن في الغطرسة وترفض جهود الإعمار
بدوره، أدان وزير الخارجية المصري رفض إسرائيل إدخال الوفد الوزاري إلى رام الله، مؤكدًا أن هذا الرفض يعكس غطرسة متواصلة وموقفًا واضحًا ضد أي جهود للتهدئة أو السلام.
وأشار إلى أن اللجنة ناقشت التحضيرات لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن مستقبل القطاع لا يمكن بناؤه في ظل استمرار العدوان، ورفض إسرائيل لأي دور عربي أو دولي في جهود الحل السياسي.
الجامعة العربية: التمهيد لمؤتمر السلام في نيويورك
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماع اللجنة اليوم يأتي في إطار الإعداد الجاد للمؤتمر الدولي للسلام المرتقب في نيويورك، مؤكدًا أن التحركات العربية متواصلة رغم العقبات الإسرائيلية.
رسالة موحدة: لا سلام دون دولة فلسطينية
اختتم المؤتمر برسالة موحدة من الوزراء العرب، مفادها أن السلام الحقيقي يبدأ من إنهاء العدوان على غزة، ورفع الحصار، والاعتراف الكامل بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود واضحة، بعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد المشاركون أن رفض إسرائيل استقبال الوفد العربي ليس سوى ترجمة عملية لسياساتها القائمة على تقويض فرص السلام، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الكارثة الإنسانية والسياسية المتفاقمة.
وعقد وفد اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، في عمّان الأحد، اجتماعًا مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس عبر آلية الاتصال المرئي.
وضم الوفد رئيس اللجنة وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ، عبر الاتصال المرئي، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين محمد مصطفى عبر الاتصال المرئي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مقر الوزارة.
وأجّلت اللجنة زيارة كانت مقررة لها إلى رام الله في ضوء تعطيل إسرائيل لها من خلال رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل.