المُناداة بالعدل وأخلاق المناضل الحركة الأسيرة تشحذ همم الأجيال القادمة نحو الحُريّة (الأسير الشّهيد وليد دقّة نموذجاً)

وليد دقة،.jpg

بقلم: هند شريدة : -  لأن المظلوميات الواقعة على شعوب المشرق العربي والمتأتية بفعل الاستعمار لا تحصى، تزيد من ثقلها جرائم السلطة القائمة بالاحتلال وشركائها المتواطئين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية الحاصلة في عموم فلسطين، وبالأخص في القطاع؛ يؤمّم الحزن في المنطقة، ويبقى يئنّ مُنبثقاً من الرقعة المتموضعة في الجنوب الغربي بمحاذاة المتوسط، التي سمّاها الكنعانيون (هزاتي)، والفراعنة (غزاتو)، واليونانيّون (عزاتي)، والفلسطينيّون (غزة).

قد يحصل أن يولّد الظلم المتواصل والواقع على الشّعوب المستعمَرَة عموماً، وعلى الفلسطينيين خاصة، حالةً من الحقد والانتقام الّلذين يدفعا الإنسان حصرياً للانخراط في القضاء على الآخر وحسب. والخطير هُنا، أن يصبح الانتقام محرّكاً بحتاً للتصرّف، وهو الغاية والوسيلة معاً، وبالتالي يخرج عن منطق النّضال الهادف للتّحرر، ويغدو بعيداً كل البعد عن مبدأ إحقاق العدالة. وهو بالضبط ما نراه جليّاً في ممارسات قوّات الاحتلال الصّهيوني الوحشيّة، وهي تقتل كل ما هو فلسطينيّ على أساس الهوية. فما يحرّكها فقط: الانتقام، الانتقام فقط. وقد يحصل أيضاً، جراء الهيمنة الاستعمارية أن تشيع المنظومة الصّهيونية باستيطانها الإحلالي وتطبيقها نظام الفصل العنصري (الأبهارتايد)، نماذج تعذيب وتخويف للسّكان الأصليين، قد تولّد لدى البعض، وفي ظل عَدَميّة تحقيق أهداف سياسية قريبة المنال، حالةً من الاستسلام والخنوع واستدخال الهزيمة، وهذا وارد عند قلّة أيضاً. لكنّ، يبقى الغالب دوماً، والمنطلق الأساسي للنّضال الفلسطينيّ، هو عدالة ونبل القضيّة الفلسطينيّة التي ما زالت تحرّك أفئدة الشّعوب والأجيال المتعاقبة، سيّما الحركة الأسيرة، وما تمثّله في فلسطين من حالة ثورية ونهج مقاومة مستدام ومشتبك من مسافة صفر مع السجّان، حيث ما فَتِئت الحركة تنادي بالحريّة، مطالبةً بحقّ الشعب الفلسطيني في الاستقلال وفي تقرير المصير.

بالرغم من القهر الواقع في بلداننا العربية، والخذلان جرّاء تآكل المدّ القومي العروبيّ الماضي بهيبَتِهِ مقابل تغليظ "السيادة الزّائفة" للدولة القطرية، واستهداف دول المحور المقاوم[i] مقابل ازدياد موجة التّطبيع العربي وزحف "الصهيونية الإسلامية"[ii] في الخليج؛ يبقى النّضال من أجل التحرير هو الهدف المرجوّ والقائم الذي يسعى له الفلسطينيّ أينما كان، متحلياً بأخلاق المناضل الحقيقي التوّاق للحرية.

صادَفَ السابع من نيسان/ أبريل 2025 الذّكرى الأولى لاستشهاد الأسير وليد دقة، من قرية باقة الغربية في الدّاخل الفلسطيني 1948، عن عمر يناهز 62 عاماً، إذ لم يزل جثمانه محتجزاً في معهد أبو كبير للطب الشرعي[iii]، بالرغم من انتهاء محكوميّته المتجدّدة والبالغة 39 عاماً، حيث يرفض قضاء "الحاكم والجلاد معاً"، والمتمثل بمحكمة العدل العليا، وبالإجماع، التماساً يطالب الحكومة بالإفراج عن جثمان وليد دقة، بل قرّر ما يعرف بالمجلس الوزاري الأمني ​​المصغر(الكابينت)- وبتعليمات من إيتمار بن غفير ويوآف غالانت- الاحتفاظَ بجثمانه واستخدامه كورقة ضغطٍ في المفاوضات مع حركة (حماس)، من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليّين من القطاع.

كان ممكناً جداً أن يحظى وليد دقة بقبلة وداعٍ من زوجته المناضلة ورفيقة دربه (سناء سلامة) أو حضن وسْع الكَوْن من ابنته (ميلاد)، لو كان قد تحرّر قبل سنتين من الآن؛ لكنّ حُكْمَ الاحتلال الجائر ودوافعه الانتقاميّة الخالصة، زادت من محكوميّته الفعلية سنتين، حيث كانت تبلغ 37 عاماً، لتصبح 39 عاماً. كان من الممكن أن يقضي وليد هاتين السّنتين خارج السجن، يستدفِئ فيهما بكنف أسرته، ووالدته (فريدة) التي ظلّت تنتظره حتى بعد رحيله، أملاً في عناق الجثمان، إلا أنْ رَحَلَت هي الأخرى بعد ثلاثة شهور من انتقاله إلى السماء.

 

ومع كلّ هذا الغلّ والانتقام الخالِصَيْن والمُشبَعَيْن في عقليّة الدّولة التي تدّعي الديمقراطية، نعود لنستذكر ذهن وليد المتحرّر وأخلاقه النّضالية وأثره الفاعل والنّهضويّ في مسيرة الحركة الأسيرة ككل، بِدءاً من مواقفه الصّلبة، مروراً بحسّه الفني الذي حرّض على صناعة عُوْدٍ في السّجن (وليد دقَّة: “دِقْ قَوِّي الدَّقّ وَعِّيْ كلّ البشر”، عبد الرحيم الشيخ، 8 أيار 2020، مجلة الآداب[iv]) إلى تِركَتِهِ الأدبية، من كُتُبٍ ونصوص حرّرها قبله، كـ (صهْر الوعي) إلى (الزّمن الموازي)، والقصص التي كان تستهدف الأطفال والنّاشئة، مثل: (حكاية سر الزّيت)، و(سرّ السّيف)، و(سرّ الطّيف). نستذكر أيضاً ما خطّه دقّة في إحدى رسائله (رسالة وليد إلى عزمي بشارة في [v]2010)، قائلاً: "أنا لستُ مناضلاً أو سياسيًا مع سبق الإصرار والترصّد، بل أنا ببساطة كنت من الممكن أن أكمل حياتي كدهّان أو عامل محطّة وقود كما فعلت حتى لحظة اعتقالي. وكان من الممكن أن أتزوج زواجًا مبكرًا من إحدى قريباتي كما يفعل الكثيرون، وأن تنجب لي سبعة أو عشرة أطفال، وأن أشتري سيّارة شحن وأن أفهم بتجارة السيّارات وأسعار العملات الصّعبة. كلّ هذا كان ممكنًا، إلى أن شاهدتُ ما شاهدت من فظائع حرب لبنان وما أعقبها من مذابح صبرا وشاتيلا، خَلَقَت في نفسي ذهولاً وصدمة".

مثلما أشعلتْ فظائع حرب لبنان وما أعقبها من مذابح صبرا وشاتيلا نفْس الأسير الشّهيد وليد دقة، وشَحَذَت همّته النّضالية للتّقديم والعطاء على مذبح الوطن. هكذا، ستشعل الفظائع والشّرور التي شَرَعَ ويَشرَعُ الاحتلال الإسرائيلي وشركاؤه هَنْدَسَتها في المنطقة نفوس الأجيال القادمة، تماماً مثلما أشعلت النّكبة والنّكسة والانتفاضَتَيْن الأجيال المتعاقبة، التي عايَنَتْ الظّلم، فاختارتْ أن تمضي قدماً نحو إحقاق العدالة والتّحرر.

في إحدى رسائل وليد للمشرفة على رسالته الماجستير؛ أفصَحَ فيها مشاركاً إيّاها عمّا كان يجول في خاطره من مشاعر إنسانية، قائلاً:

"كنتُ سعيدًا جداً وحتّى متحمسًا لرؤية جلعاد شاليط (الجندي الإسرائيلي الفرنسي الذي أسرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبادلته مقابل تحرير 1027 أسيراً فلسطينياً في عام 2011) يطلَقُ سراحه، عائداً إلى عائلته وحياته، لأنّ الشّخص الذي حُرِمَ من حريتّه، يفهم في عمق روحه أنّ الحرية ليس لها جنسية أو لون بشرة، وأولئك الذين لم يستوعبوا هذا، لا يفهمون جوهر الحريّة. عندما ظهر الجنديّ لأول مرة على شاشة التلفزيون، نحيفاً، خجولاً، مرتبكاً، كدت أصرخ – ياه.. كم نحن بائسون وأغبياء! ناقشت مشاعري مع الأسرى، ووجدت أنني لست الوحيد الذي انتابته هذه المشاعر".

رَفَضَ وليد دقّة أن تدنّس مشاعر الكراهية روحَه، ولم يسمح للعنصرية القبيحة -التي ينتهجها الاحتلال- بأن تسيطر عليه، إنما أخذته إنسانيّته وتوقه للحرية بتجرّد، لأن يفرح لفرح آخر نال حريته، حتى لو كان هذا الآخر عدوّه: جندي إسرائيلي، اشتُرِطَ مقابل إطلاق سراحه، إطلاق سراح عددٍ من الحركة الأسيرة التي ينتمي لها وليد بكل جوارحه. عَكَسَ وليد ورفاقه الأسرى ممن شاركوه ذات المكنونات العميقة، رُقيّ أرواحهم وأخلاقهم النّضالية والثّورية التي تثمّن الحريّة، التي تبقى هاجس الأسير ومتلازمته الأبدية في الأسر.

تأخذنا كلمات وليد لمُشرفته، إلى مجمل أخلاق الحركة الأسيرة التي كانت تعي عدم الوقوع في شرك خِطاب الكراهية والعنصرية، وقد عبّر عن ذلك أيضاً الأسير المحرر نائل البرغوثي (عميد الأسرى- الذي أمضى 45 عاماً في سجون الاحتلال)، عندما صرّح في مقابلة تلفزيونية (على الجزيرة بتاريخ 27-2-2025) عقب تحرّره: " إن أحد أهداف الشعب الفلسطيني ليس فقط حرية فلسطين، ولكن تحرير اليهود أنفسهم من الغطرسة الصهيونية والحقد والعنصرية والكراهية التي زرعتها فيهم العنصرية.. في داخل كل من يسكن فلسطين[vi]".

لقد عاصر وليد في سجنه عدداً من القضايا التي ذهبت إلى غياهب النسيان، فكتب أنه يقبع خلف قضبان الأسر "قبل انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوڤيتي ومعسكره الاشتراكي، قبل انهيار سور برلين، وحرب الخليج الأولى والثانية والثالثة. قبل مدريد وأوسلو، وقبل اندلاع الانتفاضة الأولى والثانية". وأكمل: "عمرنا في الزمن الموازي من عمر هذه الثورة وقبل انطلاقة بعض فصائلها، قبل الفضائيات العربية وانتشار ثقافة الهمبورجر في عواصمنا. نحن هنا قبل اختراع الجهاز النقال، وانتشار أنظمة الاتصالات الحديثة والإنترنت". وبالرغم من تراكم العديد من المفاصل التاريخية في حياة مناضل مثل وليد، إلا أنه يكمل رسالته مجاهراً بالإنسانية والحب: "إن الكف عن الشعور بأحزان الناس، أي ناس، وإن تبلد المشاعر أمام مشاهد الفظائع، أي فظائع، كان بالنسبة لي هاجسًا يوميًا، ومقياسي لمدى صمودي وصلابتي. إنّ الإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة، جوهر الإنسان العقلي هو الإرادة، وجوهره الجسدي هو العمل، وجوهره الروحي هو الإحساس، والإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة البشرية. وهذا الجوهر بالذات هو المستهدف في حياة السجين على مدار الساعات والأيام والسنين، أنت لست مستهدفًا ككائن سياسي بالدرجة الأولى، وأنت لست مستهدفًا ككائن ديني أو كائن استهلاكي تمنع عنه ملذات الحياة المادية. قد تتبنى أي قناعة سياسية تريد ويمكنك أن تمارس شعائرك الدينية.. لكن يبقى المستهدف بالدرجة الأولى الكائن الإجتماعي والإنسان فيك. المستهدف هو أي علاقة خارج الذات، أي علاقة يمكن أن تقيمها مع البشر والطبيعة بما فيها حتى علاقتك بالسجان كإنسان. إنهم يفعلون كل شيء ليدفعونا كي نكرههم. المستهدف هو الحب وذوقك الجمالي والإنساني... لا أحسن الكراهية، ولا الخشونة والفجاجة التي تفرضها حياة السجن. سأظل هذا الإنسان الممسك على حبه قابضاً عليه كما لو كان الجمر، صامداً بهذا الحب، الحب هو نصري المتواضع والوحيد على سجاني."[vii]

في حياة زاخرة بالحب، حافلة بالمقاومة والعطاء؛ لم تتحقق العدالة لوليد دقة، فاستشهد جراء سياسة الإهمال الطبي التي انتهجها العدوّ بحقه، وهو يصارع نوعاً نادراً من سرطان النّخاع العظمي. والجدير ذكره حقاً، وضمن مصفوفة التّضحية والوفاء في كَنَفِ الحركة الأسيرة، أنْ أقدَمَ رفيقه الأسير المحرّر زكريا الزبيدي، من قادة حركة التحرير الوطني (فتح)، وقد كان أسيراً حينها، على تقديم طلبٍ مستعجل إلى إدارة سجون الاحتلال، قاصداً التّبرع بنخاعه العظمي لوليد دقّة، الأمر الذي أدخل الاحتلال بصدمة من مباشرةِ الرّسالة ومعاني الفداء التي تجسدها الحركة الأسيرة في إسنادها الجَمْعيّ ومؤازرتها لبعضها البعض، فما كان من الاحتلال أن قابل الطّلب برمّته بالإقصاء والرّفض السريع.

في كلّ مرّة كان يحاول فيها وليد ورفاقه الانطلاق خارج الزّمن الموازي، كان الاحتلال يقف لهم بمرصاد العقوبات والإجراءات التّعسفية. ففي ظلّ محدوديّة الموارد وشحّها المقصود، وسلْب الأسير حريّته الشّخصية والمَكانية، وفي حيّز مجبولٍ بِبُغْضِ وحقْدِ السّجان؛ كانت إدارة السّجن تقابِلَهُ بعقوبة العزل الانفرادي كلّما حرّر كتاباً أو رسالةً من السّجن. حتى في زواجه من رفيقة دربه (سناء)، وانتزاعهما حفلَ زفافٍ فريد من نوعه داخل الأسر في 1999، والقصص المتناقلة للحدث السّعيد عبر الأسرى الذين حضروا آنذاك؛ عوقب وليد وسناء وبقرارٍ قضائيّ، وحُرِما من الإنجاب الطبيعي والذّرية التي يرغبان بها، فَذَهَبَ وليد إلى صناعة الحياة وسط كلّ التعسّف المفروض، من خلال تحرير نطفة، أثمرت ابنته: ميلاد وليد دقة، والتي بتأنّسها- كما يقول- أصبح لاسمه معنىً. حتى بعد ميلاد ميلاد، كانت فكرة اقتناء حلمٍ ماديّ من لَدُنِ الاستحالة، مولود من لحم ودم، يتذوّق ويتنفّس، يضحك ويبكي، مجبولاً بالتّحدي والحب، كافياً لأن يغضب السّجّان، ويزجّ بوليد في العزْل مجدّداً، لجرأتِهِ على التّفكير في الأمر وتحقيقه.

لم يقتصر العقابُ على وليد وحده، وإنما شَملَ سناء وميلاد، فحرمتا أيضاً من الزيارة، تماماً مثلما حرمت زوجات أسرى أخريات، ممّن حرّرن نطفاً مهرّبة، واقتنصن فرصاً ممنوعة لانتزاع مخيالٍ مستقبليّ على اعتبار ما سيكون، وتحرير بعضٍ من أزواجهنّ وأمانيهنّ في هيئة طفل/ة. خاضَتْ سناء وأخريات معركة إثبات النسب، من خلال إجراء فحص الحمض النووي- DNA كخطوة اضطراريّة لمواجهة السّجّان، وحَظْوَةِ الزّيارة، وتسجيل ابنتهما ميلاد في السّجل المدنيّ، ومقاهرة السّجّان. "خاوى[viii] يعني". والخاوى هذه مهمة في معادلات السّجنِ والسّجّان. كأن تواجِهَ منظومة الاحتلال برمّتها، وتقول: "نحن خُلِقنا للفرح، وسنواصل الحياة ما استطعنا إليه سبيلا.. رغماً عنك".

رَحَلَ وليد دقة وحيداً في مستشفى "أساف هاروفيه" في الرّملة، بعد 38 عاماً و14 يوماً، رغم انتهاء محكوميته الفعلية (37 عاماً) منذ 24 آذار/ مارس 2023، ولم تكتفِ قوّات الاحتلال بذلك، وإنما هجمت مدمّرة خيمة العزاء التي نصبتها العائلة أمام بيته، واعتقلت عدداً من أفراد أُسرَتِهِ بعدَ أن اعتَدت عليهم بالضّرب. كما قونَنَت احتجاز جثمانه حتى انقضاء محكوميّته الإضافيّة، مُمْعِنَةً في جريمَتها حتّى الآن، أي بعد انتهاء السّنتين العقابيّتَيْن في 24 آذار/ مارس 2025 دون وجه حقّ، وإنّما لممارسة انتقام عَلَنيّ.. بالطول والعرض، وربط احتجاز الجثمان بمقايضة سياسية محضة.

تقول سناء: "أنت تسكن أحلامي يا وليد. لا أتذكر من تفاصيل الحلم الأخير إلا جملة واحدة قلتها، وكنا نتناقش أنا وأنت عن غزّة، أتذكر فقط أنّك قلت "هؤلاء رجال الله"، ويثير فضولي الآن معرفة الحوار الذي ربّما دار بينك وبين رفيق أسرك السابق عندما عدتما والتقيتما هناك في ثلّاجة الموت في أبو كبير. لا بدّ أنه كان حوار السّماء حول الخير والعدل والإنسانية في مواجهة الشّرّ الُمطلق لأعداءِ الإنسانية".

تبقى ثلاثيّة وليد وسناء وميلاد قائمة في أذهاننا وأذهان الحركة الأسيرة، لأن الفرح كما الحزن تماماً، يؤمَّمُ بين الناس، ويَشْحَذُ هِمَمَ المناضلين والمناضلات لغدٍ يسودُهُ الْحَقّ والعّدْل التوّاق نحو الحريّة.

 

[i] أنصار الله في اليمن، إيران، سوريا قبل سقوط النظام، حزب الله في لبنان.

[ii] أُطلِقَ هذا المصطلح التوصيفي من قبل بعض الكُتّاب لوصف الدول العربية والإسلامية المطبّعة مع الكيان الإسرائيلي، وهو مصطلح نقديّ، يأتي على منوال "الصهيونية المسيحية" في الغرب، يعبر عن الموقف المناهض للتحالفات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، مثل: "اتفاقيات أبراهام التطبيعية".

[iii] معهد أبو كبير للطب الشّرعي مُقام على أراضي قرية الشيخ مونّس المهجرة في يافا المحتلة.

[iv] "وليد دقَّة: "دِقْ قَوِّي الدَّقّ وَعِّيْ كلّ البشر"، عبد الرحيم الشيخ، 8 أيار 20202، الموقع الإلكتروني لمجلة الآداب اللبنانية: وليد دقَّة: "دِقْ قَوِّي الدَّقّ وَعِّيْ كلّ البشر" | الآداب

[v] من رسالة وليد دقة إلى د. عزمي بشارة، وهي منشورة كاملة على موقع arab48: رسالة الأسير وليد دقة في اليوم الأول من عامه العشرين في الأسر!

[vii] من رسالة وليد دقة إلى د. عزمي بشارة، وهي منشورة كاملة على موقع arab48: رسالة الأسير وليد دقة في اليوم الأول من عامه العشرين في الأسر!

 

[viii] "خاوى" أي: "رغمًا عنك"، وهو مصطلح بالعامية، يُستخدم للتعبير عن حالة التمرّد والتحدي أو الإصرار على فعل شيء رغم اعتراض الآخر. المعنى الضمني هو: "لقد قررت ولن أتراجع، شئت أم أبيت، لا يهمني رأيك أو أستجدي رضاك أصلاً."

 

المصدر: مجلّة تيلوس - القدس المحتلة