يعتزم مجلس الأمن الدولي التصويت، اليوم الأربعاء، على مشروع قرار تقدمت به الجزائر، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، وسط أوضاع إنسانية متدهورة وصفها مشروع القرار بأنها "كارثية".
وصيغ المشروع بالتنسيق مع الدول العشر غير دائمة العضوية في المجلس، والتي تشغل مقاعدها لفترة عامين، ويأتي في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف الحرب المستمرة في القطاع منذ أكثر من سبعة أشهر.
بنود المشروع: وقف فوري وضمان وصول الإغاثة
ويطالب مشروع القرار بـ"الرفع الفوري وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وضمان توزيعها الآمن وغير المقيّد، بما يشمل منظمات الأمم المتحدة وشركاءها من الهيئات الإنسانية.
كما يدعو إلى استعادة كافة الخدمات الإنسانية الأساسية في القطاع، بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشددًا على حماية المدنيين وضمان وصول الإغاثة بشكل واسع ومستدام.
منصور: لا يمكن القبول بشلل مجلس الأمن
وفي هذا السياق، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن المجموعة العربية لن تقبل استمرار "شلل" مجلس الأمن والمؤسسات الأممية أمام ما يجري في غزة.
وأكد منصور، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن المجلس يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف العدوان الإسرائيلي، و"فضح مرتكبي الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين"، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
وشدد على أن "إسرائيل لا يمكن أن تقرر مصير شعوب المنطقة، وبالأخص الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن الفلسطينيين هم من سيحددون مستقبلهم بدعم الغالبية الساحقة من دول العالم.
الجمعية العامة على الخط
وأشار منصور إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستعقد نهاية الأسبوع المقبل جلسة للتصويت على مشروع قرار آخر، يدعو إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر وكالات الأمم المتحدة، في إطار خطة عربية-إسلامية تهدف لحشد موقف دولي واسع لإنهاء العدوان.
حصيلة مروعة للحرب المستمرة
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا واسعة على قطاع غزة، تسببت، حتى تاريخه، في استشهاد أكثر من 54,510 فلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة ما لا يقل عن 124,901 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
كما تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، إلى جانب نزوح مئات آلاف المدنيين في ظل ظروف إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بـ"الأسوأ في تاريخ القطاع".