اللجنة الدولية للصليب الأحمر: نظام الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار الكامل وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية

الصليب الأحمر.jpg

حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان رسمي، من أن النظام الصحي في قطاع غزة يقترب من الانهيار الكامل، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وما وصفته بـ"الظروف غير الإنسانية التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون منذ أكثر من 18 شهرًا".

وقالت اللجنة إن المستشفيات القليلة التي لا تزال قيد العمل في القطاع أصبحت عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات المرضى والمصابين، خاصة مع تزايد أعداد الجرحى الذين يتدفقون على مرافق الرعاية الصحية يوميًا، في ظل تصاعد حدة العمليات العسكرية واستمرار أعمال العنف في محيط تلك المرافق.

وأضاف البيان أن الطواقم الطبية العاملة في غزة تعمل تحت ضغط هائل، وتواجه صعوبات متزايدة في إنقاذ الأرواح، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية، وتعرضها المستمر لما وصفته بـ"الرصاص الطائش"، الأمر الذي يعرّض سلامة العاملين والمصابين على حد سواء للخطر، ويهدد استمرارية تشغيل المستشفيات الميدانية.

وأشارت اللجنة إلى أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني في مدينة رفح جنوبي القطاع، فعّل خلال الأسبوعين الماضيين بروتوكولات الاستجابة لحوادث الإصابات الجماعية 12 مرة، نتيجة استقباله أعدادًا كبيرة من الجرحى نتيجة طلقات نارية وشظايا. وأوضحت أن عدد الحالات التي تعامل معها المستشفى خلال هذه الفترة تجاوز 916 حالة، من بينها 41 شخصًا فارقوا الحياة فور وصولهم.

وفي هذا السياق، قالت غريس أوسومو، مديرة المستشفى الميداني:
"نستقبل يوميًا أعدادًا تفوق طاقتنا، ونضطر أحيانًا إلى وضع المرضى في الممرات وعلى الأرض، فوق نقالات طبية بدائية، وسط نقص حاد في المعدات والكوادر."

تصاعد في الهجمات بمحيط المستشفيات

أكدت اللجنة الدولية أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الهجمات بالقرب من المنشآت الطبية، ما أدى إلى تعطيل العمل في بعض المرافق، ودفع آلاف المدنيين إلى البحث عن رعاية في ظروف غير آمنة أو غير متوفرة.

ضحايا متزايدون في مواقع توزيع المساعدات

وأعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء تكرار الإصابات والوفيات في صفوف المدنيين خلال محاولاتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات. وقال البيان إن الغالبية العظمى من المصابين في الحوادث الأخيرة كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع تابعة لآلية المساعدات الأميركية – الإسرائيلية، والتي نُفذت بعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.

ووفق مصادر محلية، ارتفع عدد ضحايا تلك الحوادث – التي وُصفت بـ"فخاخ المساعدات" – إلى 125 قتيلًا و736 جريحًا، إلى جانب 9 مفقودين، منذ 27 مايو/أيار الماضي، بما في ذلك 13 قتيلًا و153 مصابًا في حادثتين فقط اليوم.

آلية توزيع مثيرة للجدل

وتُوزع المساعدات، وفق الخطة الأميركية–الإسرائيلية، عبر جهة تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي كيان مدعوم إسرائيليًا وأميركيًا، لكن لا يحظى باعتراف من الأمم المتحدة أو وكالاتها الإنسانية. وتتم العملية داخل مناطق تُسمى "مناطق عازلة" في جنوب ووسط غزة، وسط انتقادات متصاعدة من منظمات حقوقية ودولية اعتبرت هذه الطريقة "مذلّة ومهينة".

وقالت اللجنة إن الآلية المعتمدة تُخضع المدنيين لمعاملة غير إنسانية، حيث يُجبرون على المرور داخل ممرات حديدية مغلّفة بالأسلاك الشائكة، في مشاهد شبّهها مراقبون بممارسات "الغيتوهات" التي شهدتها أوروبا في الحرب العالمية الثانية.

اتهامات باستخدام المساعدات كأداة تهجير

وبحسب ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الهدف من حصر توزيع المساعدات في أربع نقاط فقط جنوبي غزة هو تسريع عملية إفراغ شمال القطاع من سكانه، عبر الضغط الاقتصادي والإنساني، في خطوة رآها مراقبون امتدادًا لسياسات التهجير القسري.

دعوة دولية عاجلة لحماية القطاع الصحي والمدنيين

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في ختام بيانها، إلى احترام القانون الدولي الإنساني، ووقف استهداف المرافق الطبية والمدنيين، والعمل على حماية ما تبقى من بنى تحتية صحية مهددة بالزوال.

وأكدت أن النظام الصحي في غزة وصل إلى مرحلة "ما قبل الانهيار الكامل"، وأن استمرار تجاهل نداءات الإنقاذ سيؤدي إلى "خسائر بشرية واسعة النطاق لا يمكن احتواؤها في ظل الظروف الراهنة".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة