زخم جديد في محادثات وقف إطلاق النار في غزة: إشارات تقدم وسط تباين في المواقف

امرأة فلسطينية مصابة بعد انتشالها من تحت أنقاض منزل.webp

يشهد ملف محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة زخمًا جديدًا بعد أسابيع من الجمود، في ظل تحركات دبلوماسية متسارعة ومؤشرات على إحراز تقدم في المبادرة التي يقودها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وتزامنت هذه التحركات مع تصريحات قطرية تؤكد قرب تحقيق اختراق حقيقي، وسط تضارب في المواقف الإسرائيلية والفلسطينية.

وقالت قناة "آي نيوز 24" الإسرائيلية إن قطر تنتظر ردًا محدّثًا من حركة "حماس" على المقترح الأميركي، وسط تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. ويتضمن المقترح هدنة تمتد لـ60 يومًا، تتضمن تبادل 28 من أصل 56 رهينة إسرائيلية مقابل إطلاق سراح أكثر من 1200 أسير فلسطيني، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية واسعة إلى غزة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن "حماس" أبدت موافقة مبدئية على المقترح مصحوبة بملاحظات، أبرزها ضرورة وجود ضمانات واضحة على وقف شامل ونهائي للعدوان الإسرائيلي، وهو ما رفضته إسرائيل في وقت سابق.

وفي بيان رسمي، أشار مكتب الإعلام الدولي في قطر إلى أن الجهود الحالية تمر بـ"مرحلة دقيقة"، إلا أنها تقترب من تحقيق تقدّم حقيقي، ما ينعش الآمال بإمكانية إحياء المفاوضات التي انهارت في مارس الماضي بعد فشل الجولة الثانية من الهدنة.

المواقف تباينت بين المحللين. الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، توقّع تجاوب "حماس" مع المقترح الأميركي، لكنه أشار إلى أن الرد الإسرائيلي قد يتأخر بسبب الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل، لا سيما الجدل الدائر حول إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية واحتمالات حل الكنيست.

من جهة أخرى، اعتبر المحلل الفلسطيني إبراهيم المدهون أن الأنباء عن قرب رد "حماس" على المقترح هي "تسريبات إسرائيلية" تهدف لتشتيت الانتباه عن المجازر الجارية في غزة، مؤكداً أن الحركة لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن وقفًا دائمًا للعدوان وانسحابًا كاملاً من القطاع، إلى جانب إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين.

صحيفة "هآرتس" نقلت عن مصادر أن "حماس" سترد خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي حال وافقت، سيتوجه ويتكوف إلى المنطقة لتفعيل المفاوضات. فيما أشار موقع "أكسيوس" الأميركي إلى أن الضغوط القطرية على "حماس" ساهمت في إحداث تقارب نسبي، لكنه من غير المتوقع تحقيق اختراق هذا الأسبوع.

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن هناك مفاوضات جارية بشأن غزة، زاعمًا مشاركة إيران فيها، في حين نفت مصادر إسرائيلية هذه المزاعم.

يتزامن هذا مع تصريحات لويتكوف قال فيها إنه مصمم على مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى صفقة تُنهي أزمة الأسرى، رغم ما وصفه بـ"تصلب" موقف "حماس". من جهته، رأى المدهون أن تصريحات ويتكوف تعكس أولوية إسرائيل لإخراج الأسرى فقط، دون اكتراث بالجانب الإنساني في غزة، ما يعكس ازدواجية المعايير بحسب تعبيره.

وأكد المحللان أن نجاح المبادرة الحالية يعتمد بشكل كبير على تجاوب الأطراف الدولية، وخاصة الضامنين المصري والقطري، إضافة إلى الضغط الأميركي على إسرائيل. فبينما يرى البعض أن الاتفاق أصبح مسألة وقت، يعتبر آخرون أن الطريق لا يزال طويلاً في ظل غياب الضمانات الحقيقية لإنهاء العدوان.

في المجمل، تبقى احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار قائمة، لكنها مشروطة بتنازلات صعبة من الطرفين، وسط مشهد إقليمي ودولي معقد يفرض على الجميع إعادة حساباتهم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة