أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسة ممنهجة لخلق فوضى إنسانية شاملة في القطاع، من خلال تجويع السكان واستهداف المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المساعدات الغذائية. جاء ذلك في بيان صحفي رقم (868) أصدره المكتب، الثلاثاء، أكد فيه أن إسرائيل "تستخدم الجوع كسلاح حرب"، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح البيان الذي وصل وكالة قدس نت للأنباء نسخة عنه أن قوات الاحتلال ارتكبت على مدار الأشهر الماضية، وتحديداً خلال الـ100 يوم الأخيرة، سلسلة من الجرائم الممنهجة بحق المدنيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الغارات الجوية، واستهداف المدنيين عبر الطائرات المسيّرة "كواد كابتر"، والدبابات، تركزت على أماكن تجمع المواطنين الساعين للحصول على الطعام والطحين.
وأكد البيان أن الاحتلال لا يكتفي بمنع دخول المساعدات وإغلاق المعابر بشكل كامل، بل يباشر بإطلاق النار على المدنيين عند اقترابهم من شاحنات الإغاثة، ما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في مشهد وصفه المكتب بأنه "مروّع ويعكس سياسة ممنهجة للتجويع والترهيب".
وأشار المكتب إلى أن الأحداث بدأت مع إدخال عدد محدود من شاحنات المساعدات، لكنها تعرضت لاحقًا للاستهداف العسكري أو السطو من قبل مجموعات مسلحة تنشط تحت حماية مباشرة أو ضمنية من الاحتلال الإسرائيلي، بهدف نشر الفوضى ومنع التوزيع المنظم للمساعدات.
وتابع البيان: "المواطنون يضطرون للعودة إلى منازلهم دون الحصول على الغذاء، بعد أن يتعرضوا لإطلاق نار كثيف، في حين تستمر إسرائيل في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، إلى جانب تعطيل المؤسسات الدولية والأممية ومنعها من العمل بحرية".
وأضاف المكتب أن التقارير الميدانية وثّقت آلاف الضحايا، بينهم شهداء ومصابون ومئات من الحالات الخطيرة والمفقودين، جرّاء عمليات القتل المباشر أثناء محاولة الحصول على الطعام.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي في ختام بيانه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والضغط الفوري على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الجرائم، وفتح المعابر بشكل عاجل لإدخال المساعدات، وتمكين المؤسسات الدولية، خاصة وكالة "الأونروا"، من أداء دورها الإغاثي في تقديم المساعدات للسكان المدنيين.
وأكد أن استمرار الصمت الدولي على هذه الممارسات يرقى إلى حد التواطؤ، محذراً من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار والتجويع والاستهداف المباشر للمدنيين.