توترات متصاعدة في الشرق الأوسط: لقاء مرتقب بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني وسط تحذيرات من مواجهة عسكرية

مقاتلة «إف - 18» على سطح حاملة الطائرات «كارل فينسون» خلال رسوها قبالة دانانغ في 5 مارس 2018 (أ.ف.ب).webp

كشف مسؤول في الإدارة الأمريكية لوكالة رويترز أن مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأحد المقبل في العاصمة العمانية مسقط، في إطار الجولة السادسة من المفاوضات النووية المتعثرة بين واشنطن وطهران. وتأتي هذه الخطوة رغم تزايد الشكوك بشأن فرص نجاح التوصل إلى اتفاق.

وفي السياق ذاته، أفادت شبكة "سي بي إس" الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا بأن إسرائيل "مستعدة تماماً" لشن هجوم على إيران، ما يثير مخاوف من ردود إيرانية قد تطال مواقع أمريكية في العراق. وبحسب الشبكة، فإن هذا التهديد المحتمل أحد أسباب قرار الولايات المتحدة تقليص وجودها في الشرق الأوسط، بما يشمل إجلاء الطواقم الأمريكية من العراق والكويت والبحرين.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تنفيذ إجلاء جزئي من السفارة في بغداد، مع السماح لعائلات العسكريين بمغادرة بعض المواقع العسكرية. في حين رفضت الحكومة العراقية وجود تهديد أمني يستدعي هذه الخطوة.

من جانبه، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ثقته تتراجع بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف تخصيب اليورانيوم من قبل إيران، مؤكداً أن طهران "لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً".

من جهته، حذر وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده من أن بلاده سترد بقوة على أي هجوم محتمل، لافتاً إلى أن القواعد الأمريكية في المنطقة ستكون هدفاً مباشراً.

وتشهد المنطقة حالة من الترقب وسط ارتفاع حاد في أسعار النفط، حيث قفز سعر خام برنت بأكثر من 4% ليصل إلى نحو 69.77 دولار للبرميل بعد الإعلان عن إجراءات الإجلاء. كما حذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من احتمالية تصاعد النشاط العسكري في الممرات الحيوية مثل الخليج ومضيق هرمز.

يُذكر أن المحادثات النووية كانت قد شهدت تعثراً في الأسابيع الماضية، فيما تتهم طهران واشنطن بالمماطلة. وأكدت بعثة إيران في الأمم المتحدة عبر منصة "إكس" أن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، منددة بالتصريحات الأمريكية حول استخدام القوة.

كما أشار موقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أن ويتكوف سيطرح خلال لقائه مع عراقجي رداً جديداً على المقترح الإيراني، في محاولة لإحياء التفاهم النووي.

يأتي هذا التصعيد في وقتٍ تتواصل فيه الحرب على غزة منذ أكتوبر 2023، مما يعقّد المشهد الإقليمي ويزيد من احتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - واشنطن - طهران - وكالات