شنت إسرائيل، فجر الجمعة 13 يونيو 2025، عملية عسكرية واسعة ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت فيها منشآت نووية وعسكرية ومقار كبار قادة الحرس الثوري، فيما أعلنت "حالة طوارئ خاصة" في جميع أنحاء البلاد تحسبًا لرد إيراني وشيك.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن العملية التي أطلق عليها اسم "شعب كالأسد" أو "الأسد الصاعد"، بدأت بضربة جوية أولى نفذتها عشرات الطائرات الإسرائيلية ضد أهداف متعددة داخل إيران، بينها العاصمة طهران ومدن نطنز وكرمانشاه وكرمشاهور. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الهجوم تضمن أيضًا "محاولات لتصفية كبار قادة الأركان الإيرانية وعلماء الذرة".
وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العملية جاءت كـ"ضربة وقائية" ضد ما قالت إنه اقتراب إيران من تحقيق "اختراق نووي" في غضون أيام. وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل "تتجهز لعدة أيام من القتال"، في حين أغلقت السلطات المجال الجوي بالكامل، واستدعت آلاف جنود الاحتياط من سلاح الجو والدفاع الجوي والاستخبارات.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية بسماع دوي انفجارات عنيفة في مناطق عدة داخل طهران، خاصة حي شهراك شهيد محلاتي الذي يضم مساكن كبار القادة العسكريين. وأكدت وكالة تسنيم مقتل طفل في أحد الأحياء السكنية جراء القصف. وأعلنت هيئة الطيران الإيراني إيقاف جميع الرحلات من وإلى مطار الإمام الخميني.
من جانبها، قالت نيويورك تايمز إن مصادر أمريكية وإيرانية أكدت الهجوم، وأن واشنطن لم تشارك فيه، لكنها كانت على علم مسبق به. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأنه تم إجلاء مسؤولين إسرائيليين كبار إلى أماكن آمنة بعد محاولات الاغتيال في إيران، في حين حذر مسؤولون أمريكيون من احتمال تدهور الأوضاع بشكل يهدد استقرار المنطقة.
وفي تطور موازٍ، أعلنت عدة دول إغلاق أجوائها، ومنها العراق وقبرص، فيما سجلت الأسواق العالمية ارتباكًا ملحوظًا، حيث ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير، وانخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية الآجلة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الهجوم بأنه "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، مؤكدًا أن الهدف هو "تدمير القدرات النووية والصاروخية بعيدة المدى الإيرانية"، مشددًا على أن العملية "ستتواصل مهما طال الوقت".
وتبقى المنطقة على صفيح ساخن، في ظل ترقب الرد الإيراني وقلق عالمي من انفجار أوسع قد يتخطى حدود إيران وإسرائيل.