بعد أن شن الجيش الإسرائيلي «ضربة استباقية» ضدّ إيران، بحسب ما أعلن فجر الجمعة وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، وذلك بعيد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة للمواقع النووية في إيران.
وفي المقابل، أكدت القوات المسلحة الإيرانية أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة: «الآن وقد تجاوز النظام المحتل للقدس كل الخطوط الحمر... (لن تكون ثمة) حدود في الرد على هذه الجريمة».
تشهد منطقة الشرق الأوسط توترًا عسكريًا غير مسبوق بعد تصاعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث تبادلت الدولتان هجمات صاروخية وجوية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وتدمير بنى تحتية حيوية في كلا البلدين.
بدأت المواجهة بهجوم واسع شنته إيران مساء الجمعة، حيث أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بدء «الرد الساحق» عبر إطلاق مئات الصواريخ الباليستية تجاه مدن ومواقع استراتيجية داخل إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجمات أسفرت حتى فجر السبت عن مقتل إسرائيلية واحدة وإصابة أكثر من 70 شخصًا، إلى جانب أضرار جسيمة في مبانٍ ومواقع حيوية في تل أبيب ومدن وسط إسرائيل، من بينها موقع قريب من مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.
في المقابل، رد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية «واسعة النطاق» استهدفت قواعد تابعة لسلاح الجو الإيراني في مناطق همدان وتبريز غرب إيران. وأكد الجيش أنه دمّر مواقع عسكرية رئيسية تستخدم في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، فيما ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية أن الدفاعات الجوية في طهران وكرمانشاه تصدت للهجمات الإسرائيلية، وسط سماع دوي انفجارات قوية قرب مطار مهراباد بالعاصمة الإيرانية واندلاع حرائق في محيطه.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني استمرار «عملية الوعد الصادق 3» باستخدام صواريخ ذكية عالية الدقة، متوعدًا بمزيد من الضربات إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية. في المقابل، حذرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية المواطنين من مغادرة الملاجئ وأكدت تواصل إطلاق الصواريخ الإيرانية على مناطق متفرقة في القدس وتل أبيب ومستوطنات الضفة الغربية.
وفي ظل توسع نطاق العمليات، أفادت تقارير إسرائيلية باعتراض قوات البحرية الإسرائيلية خمس مسيّرات إيرانية حاولت الاقتراب من المجال البحري لإسرائيل منذ صباح الجمعة. كما دعت القيادة الإسرائيلية المواطنين إلى الامتناع عن مشاركة صور أو معلومات عن مواقع سقوط الصواريخ لدواعٍ أمنية.
من جهة أخرى، امتد تأثير الأزمة إلى مصر والأردن، إذ أعلنت وزارة البترول المصرية تفعيل خطة طوارئ لتأمين إمدادات الغاز بعد إغلاق إسرائيل أكبر حقولها الغازية، ما أدى لتوقف الإمدادات إلى القاهرة وعمّان.
سياسيًا، تكثفت التحركات الدبلوماسية للحد من التصعيد، إذ أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب الحلول الدبلوماسية. كما ناقش رئيس الوزراء البريطاني ستارمر والرئيس الأمريكي السابق ترامب خلال اتصال هاتفي تطورات الأوضاع، مؤكدين على ضرورة الحوار لتفادي حرب شاملة في المنطقة.
وفي إسرائيل، قالت مصادر إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف كاتس دخلا مخبأً محصنًا مع قادة الأجهزة الأمنية لإجراء تقييمات طارئة للوضع في ظل التهديدات المستمرة.
ومع استمرار تبادل الهجمات وارتفاع عدد الضحايا، تبقى المنطقة مفتوحة على جميع السيناريوهات وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية أوسع، في وقت تبذل فيه العواصم الكبرى جهودًا حثيثة لتطويق الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.