تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ غارات جوية مكثفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء، ما أسفر حتى اللحظة عن ارتقاء 91 شهيدًا وإصابة العشرات، وسط تصاعد القصف على المناطق المأهولة ومراكز تجمع النازحين.

في جنوب القطاع وحده سُجل سقوط 68 شهيدًا، من بينهم 54 ضحية سقطوا خلال استهداف مباشر من قوات الاحتلال لمئات المدنيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية على مفترق التحلية شرق مدينة خان يونس، كما ارتقى ثمانية شهداء آخرون على دوار العلم غرب رفح في حادثة مشابهة. وفي منطقة المواصي غرب خان يونس قصفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، في حين استهدفت خيمة أخرى في المنطقة ذاتها وأوقعت أربعة شهداء من عائلتي عرسان وأبو جليدان. كما لقي خمسة مواطنين مصرعهم متأثرين بجروحهم في قصف سابق على خان يونس أو خلال عمليات انتشال لجثامينهم من تحت الأنقاض.

في وسط القطاع ارتفع عدد الشهداء إلى 16 بعد قصف متكرر استهدف خيام إيواء للنازحين غرب دير البلح قرب جمعية الصلاح وبرج فيصل، وأسفر عن سقوط أربعة شهداء وعدة جرحى بينهم أطفال ونساء. كما استُشهد الشاب عمر أبو شكيان في قصف طال منزل عائلته بمخيم النصيرات، بينما استُشهد علاء إبراهيم الزيناتي جراء إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي تجاه مواطنين ينتظرون مساعدات قرب منطقة نتساريم. واستشهدت رحاب سليم المصدر في قصف مدفعي على منزلها شرقي قرية المصدر، بينما أودى قصف من طائرة مسيرة بحياة الشاب محمد تنيرة على سطح منزله شمال غرب دير البلح. وخلف قصف منزل عائلة أبو شمالة في بلوك 10 بمخيم البريج مجزرة جديدة حيث استُشهد ثمانية مدنيين من عائلة واحدة بينهم تسعة أطفال ونساء، إضافة إلى 14 إصابة بعضها بحالة حرجة.

في مدينة غزة استُشهد مواطنان جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما في شارع 10 جنوبي المدينة، وهما عزمي أبو شعبان وحمدان الديري، فيما ارتقى خمسة شهداء في مناطق متفرقة شمال القطاع بينهم الطفلة سُجى عبد الرزاق حمودة نتيجة غارات على شارع جباليا البلد، إضافة إلى انتشال جثماني شهيدين من شارع الرشيد في منطقة السودانية حيث كانوا ينتظرون المساعدات. واستُشهد المسن حسين عبد ربه خليل المبحوح في قصف على عزبة عبد ربه شمال القطاع.

تواصلت عمليات القصف مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في ظل استمرار استهداف تجمعات النازحين ومناطق توزيع الإغاثة، فيما تزداد مخاوف السكان من اتساع دائرة المجازر مع غياب ممرات آمنة وعرقلة وصول فرق الإسعاف إلى مواقع القصف.