إيران تتحدى إسرائيل وترامب بصواريخ «فتاح» الفرط صوتية: حرائق وأضرار في تل أبيب والقدس وسط عجز الدفاعات

أرشيفية لإطلاق صاروخ خلال تدريب دفاعي في مكان غير معلن في إيران (رويترز).webp

تواصلت الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، في تطور خطير ينذر بتصعيد أكبر في المنطقة، إذ أعلنت وسائل إعلام عبرية بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء أن عدة صواريخ إيرانية أصابت أهدافًا داخل إسرائيل، بعد أن أخفقت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراضها بالكامل، مما أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار مادية في مبانٍ ومركبات بمناطق مختلفة.

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن صفارات الإنذار دوت في منطقة تل أبيب الكبرى ومدينتي حيفا والقدس مع إطلاق إيران الرشقة الصاروخية الثامنة منذ فجر الثلاثاء، والتي شملت نحو 30 صاروخًا في أقل من ساعة. وقالت القناة «12» العبرية إن تقديرات الجيش تشير إلى إطلاق 20 صاروخًا في إحدى الرشقات الأخيرة، فيما سقط بعضها على مبنى وسط إسرائيل وأدى إلى اندلاع حرائق أتت على 20 مركبة على الأقل، بينما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار في مناطق الشارون قرب تل أبيب وفي القدس.

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجمات، مؤكدًا أنه استخدم للمرة الأولى صواريخ «فتاح» الباليستية الفرط صوتية من الجيل الأول، في إطار ما أسماه الموجة الحادية عشرة من عملية «الوعد الصادق 3» ردًا على «العدوان الإسرائيلي» المستمر منذ فجر الجمعة الماضي.

وقال الحرس الثوري في بيان إن «صواريخ فتاح القوية وعالية القدرة على المناورة اخترقت الدرع الدفاعي الإسرائيلي، وهزت ملاجئ الصهاينة عدة مرات، وأثبتت أن أجواء الأراضي المحتلة باتت تحت السيطرة الكاملة لإيران». كما وجه رسالة تحدٍّ إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتهمته طهران بالتحريض على الحرب، مؤكدة أن الهجمات تحمل «رسالة اقتدار إلى حليف تل أبيب».

وبحسب تقارير عسكرية متخصصة، فإن صاروخ «فتاح» يُعد من أخطر الأسلحة الإيرانية الحديثة، إذ تصل سرعته إلى ما بين ماخ 13 وماخ 15، ويبلغ مداه نحو 1400 كيلومتر، ويتميز بفوهة متحركة ونظام توجيه متقدم يتيح له تعديل مساره ومناوراته داخل وخارج الغلاف الجوي، ما يجعله تحديًا لأنظمة الاعتراض التقليدية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر بيانًا أكد فيه تفعيل الإنذارات في عدة مناطق عقب رصد الصواريخ الإيرانية، مشيرًا إلى أن سلاح الجو ينفذ عمليات اعتراض وضربات في مواقع تهدد أمن إسرائيل، دون كشف تفاصيل إضافية.

وتفرض السلطات الإسرائيلية تعتيمًا إعلاميًا صارمًا على المواقع المستهدفة بصواريخ ومسيرات إيرانية، خاصة المنشآت العسكرية والحيوية، بذريعة منع «تقديم مساعدة للعدو».

يأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه إسرائيل بدعم أمريكي شن غارات على إيران شملت منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيالات لقادة عسكريين وعلماء، أسفرت حتى الآن عن مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين وفق تقديرات أولية. في المقابل، ترد طهران بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مما أدى إلى سقوط نحو 24 قتيلًا في إسرائيل ومئات المصابين.

وتحذر تقارير غربية وإسرائيلية من مخاطر توسع المواجهة في ظل تصريحات لترامب دعا فيها إيران إلى «الاستسلام غير المشروط»، ولوّح باستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي شخصيًا إذا استمرت طهران في تصعيد الرد.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - طهران - القدس المحتلة - واشنطن