أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشدة هجومًا عسكريًا أمريكيًا على منشآت نووية إيرانية، واصفًا إياه بـ"العدوان الشرس" الذي نفذ بالتنسيق مع إسرائيل، التي وصفها بـ"نظام الإبادة". وفي سلسلة تصريحات عاجلة بثتها قناة الجزيرة، حمل عراقجي الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذا الهجوم، متهمًا واشنطن بانتهاك القانون الدولي وتقويض مبدأ عدم الانتشار النووي.
وأوضح عراقجي أن الهجوم وقع أثناء مفاوضات جارية في جنيف مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) ومباحثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، متهمًا الأخيرة بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهداف المنشآت النووية. ووصف الهجوم بأنه "تجاوز خطًا أحمر كبيرًا"، معربًا عن شكوكه في إمكانية استمرار المفاوضات مستقبلًا، ومتهمًا إدارة الرئيس دونالد ترمب بخيانة إيران والخضوع لسيطرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد عراقجي أن إيران تحتفظ بحق الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة، متعهدًا باستخدام كافة السبل الممكنة لمواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي. ورفض الكشف عن تفاصيل الرد الإيراني المحتمل، مكتفيًا بالإشارة إلى وجود خيارات متنوعة، مؤكدًا أن طهران لن تساوم على سيادتها أو استقلالها. وأشار إلى أن المنشآت المستهدفة في أصفهان، وفقًا لبيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تحتوي على مواد نووية أو يورانيوم منخفض التخصيب، مضيفًا أن الهجوم لم يتسبب في أضرار كبيرة، لكنه شدد على أن البرنامج النووي الإيراني يظل سلميًا.
وطالب عراقجي مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة الهجوم، محذرًا من أن الصمت سيؤدي إلى مرحلة خطيرة على المستوى العالمي. كما حث الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة على إدانة الهجوم على المنشآت النووية السلمية، داعيًا الوكالة إلى ممارسة واجباتها القانونية. وأكد التزام إيران بمعاهدة حظر الانتشار النووي، لكنه أشار إلى أن هذه المعاهدة لا توفر الحماية الكافية في الوقت الحالي.
على صعيد التنسيق الدولي، كشف عراقجي عن لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 23 يونيو للتشاور والتنسيق، مشيرًا إلى أن روسيا والصين ستقدمان قرارًا للأمم المتحدة لوقف العدوان على إيران. وأعرب عن استمرار عدم الثقة بالدول الغربية، رغم إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحًا، مؤكدًا أن الوضع الحالي لا يسمح بالتسامح مع الانتهاكات الأمريكية.
وانتقد عراقجي إدارة ترمب بشدة، متهمًا إياها بتهديد إيران بهجمات إضافية، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية الأمن العالمي. كما وجه اتهامات لإسرائيل بتنفيذ "العمل القذر" بدعم غربي، معتبرًا أن الهجمات كشفت خبث النظام الصهيوني وعجزه عن تحقيق أهدافه في إيران. وأضاف أن الهجوم لم يستهدف إيران فحسب، بل القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن بيانات "فلايت رادار" أن شركات الطيران بدأت تجنب المجال الجوي للشرق الأوسط، مما يعكس تصاعد التوتر في المنطقة. وختم عراقجي تصريحاته بالتأكيد على أن إيران ستواصل الدفاع عن شعبها وسلامة أراضيها وحقوقها، محذرًا من أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية تهدد الاستقرار العالمي وتتطلب ردًا دوليًا عاجلاً.