غزيون لترامب: أوقفتم حربًا نووية خلال ساعات؛ أما غزة فتئن تحت القصف اليومي

ترامب.webp

يعيش أهالي قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، مأساة يومية تحت وابل القذائف وقيود الحصار والتجويع. ومع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، عبّر أهالي قطاع غزة عن خليط من الأمل والغضب: أملٌ لأن المنطقة وصلت إلى تهدئة مؤقتة، وغضب لأن الإبادة الجماعية في غزة ما زالت مستمرة دون أفق أو موعدٍ للانتهاء.

يقول بعضهم: “لقد أوقفوا حربًا قد تؤدي إلى حرب نووية في أيام، بينما يستمر قصفنا دون رحمة منذ أكثر من عام ونصف”.

آراء سكان غزة بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

أعلنت الإدارة الأمريكية مساء الاثنين، 23 يونيو 2025، عن موافقة إيران وإسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار خلال 24 ساعة، وذلك بعد تصعيدٍ دام 12 يومًا تبادل خلالها الطرفان الضربات الصاروخية والجوية. وأفادت مصادر رسمية إيرانية بأن الجولة الأخيرة من الصواريخ أُطلقت قبل بدء الهدنة كجزءٍ من التفاهمات المسبقة.

وجاء هذا التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد ساعاتٍ من ردٍّ إيراني على استهداف منشآت نووية بطهران بضربةٍ أمريكية أدّت إلى قصف قاعدة العديد الأمريكية في قطر. ورغم الترحيب الدولي الذي رافق الاتفاق، أعادت هذه الهدنة إلى الواجهة معاناة المدنيين في قطاع غزة، حيث تستمر الحرب القائمة منذ أكثر من عام ونصف دون أفقٍ واضح لإنهائها.

ردود الفعل في القطاع

تواصل وكالة قدس نت للأنباء استقصاء آراء سكان القطاع عبر لقاءات ميدانية ورصدٍ لمنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى كثيرون غضبهم واستياءهم من سرعة التوصل إلى هدنة بين دولتين متنازعتين، مقارِنَين ذلك بتأخر وقف إطلاق النار في غزة.

حسام السقا (مقيم في مخيم الشاطئ) قال لـ«قدس نت»: “نأمل أن تثمر هذه الهدنة الإقليمية عن انفراجة لصالح غزة، لكن الخشية تبقى من أن يظل قطاعنا محاصرًا ومُعرَّضًا للهجمات دون أية ضمانات حقيقية”.

رمزي محيسن (من بلدة بيت حانون) وصف التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران بأنه “مسرحية”، مشيرًا إلى أن غزة دائمًا ما تتحمل “التكاليف البشرية والمادية الكبرى”. وأضاف: “الوضع في القطاع كارثي، وننتظر إجراءات دولية تلزم إسرائيل بوقف الهجمات وفتح المعابر”.

وانتقد عددٌ من السكان ما ورد في منصة «تروث سوشيال» عن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، حيث غرَّد بأن إيران وإسرائيل طلبتا السلام في آنٍ معًا. وتساءل المغردون: “كيف استطاع ترامب إيقاف حربٍ لم تتجاوز أسبوعين، بينما فشل في إنهاء الحرب في غزة رغم وعوده المتكررة؟”

دعوات لإنهاء الحرب في غزة

في السياق ذاته، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، 24 يونيو 2025، إلى توجيه الجهود نحو إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن، قائلاً عبر حسابه في منصة «إكس»: «والآن غزة. هذا هو الوقت المناسب لمعالجة الوضع هناك. إعادة الرهائن، وإنهاء الحرب».

يُذكِّر هذا الموقف بضرورة استثمار أي هدنة إقليمية لتحقيق وقفٍ شامل في غزة، وإيجاد حلٍ سياسي يضع حدًا لمعاناة المدنيين.

من جهته دعا الوسيط الفلسطيني–الأميركي بشارة بحبح، في رسالة وجهها إلى أهالي قطاع غزة، كلاًّ من حركة حماس ودولة إسرائيل إلى التوصل لاتفاقٍ عاجلٍ لوقف إطلاق النار في القطاع، مؤكّدًا أن «جميع الأعذار غير مقبولة»، وأن الوقت قد حان لوضع حدٍ لمعاناة السكان المدنيين.

وأوضح بحبح، في بيانٍ نشره على صفحته الرسمية، أنّه تمّ توجيه دعوةٍ رسمية إلى الوفد الإسرائيلي للحضور إلى العاصمة المصرية القاهرة، منوّهًا بأن هناك «تردّدًا من بعض قيادات حماس في قبول الدعوة»، ومُوضحًا أن «مصير غزة مرتبط بمواقف أطراف إقليمية كإيران».

وأضاف الوسيط الفلسطيني–الأميركي أنّ «الحياة في القطاع أصبحت أشبه بالجحيم»، وهو ما يستدعي «وقف التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني»، مُشدِّدًا على ضرورة الإسراع في فتح قنوات التفاوض للتوصّل إلى حلٍّ ينهي الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وختم بحبح رسالته بتأكيده على دعم «الشعب الغزيّ الذي لن يُنساه أبدًا ولن يتخلّى عنه»، مشيرًا إلى أنّ حركة حماس أبلغته «استعدادها التام للتفاوض وإيجاد مخرجٍ للوضع المأساوي في غزة».

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة