إسرائيل تقتل "صفاً دراسيًا" من الأطفال يوميًا في غزة وسوء التغذية يهدد آلاف الأطفال

مدارس الفالوجا.jpeg

حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل يوميًا ما يعادل صفًا دراسيًا كاملًا من الأطفال منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.

وقال مدير شؤون الأونروا في غزة، سام روز، في بيان رسمي:

"في كل يوم منذ بداية الحرب في غزة، يُقتل في المتوسط ما يعادل صفًا دراسيًا من الأطفال".
وأشار إلى أن الصف الدراسي الواحد في مدارس الأونروا يضم عادة بين 35 و45 طالبًا، ما يعكس حجم المجازر المرتكبة بحق الأطفال.

وأضاف روز أن معظم مدارس الوكالة تحوّلت إلى مراكز إيواء للنازحين، بعد أن كانت تضم آلاف الطلبة قبل اندلاع الحرب، التي وصفها المجتمع الدولي بأنها "حرب إبادة جماعية بحق المدنيين".

أرقام صادمة لأعداد الضحايا بين الأطفال في غزة

وفقًا للبيانات الطبية، تجاوز عدد الأطفال الشهداء في قطاع غزة منذ بدء الحرب أكثر من 18,000 طفل، فيما أصيب نحو 16,854 طفلًا بجروح متفاوتة.
ويعاني الأطفال من الجوع والعطش والنزوح المتكرر بسبب تدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والمستشفيات.

في تصريح سابق، قالت الأونروا إن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة هم من الأطفال، مؤكدة أن "حياتهم باتت موسومة بالحرب والدمار والحرمان من أبسط مقومات الحياة".

الأونروا: واحد من كل عشرة أطفال يعاني من سوء التغذية

كشفت جولييت توما، مديرة الاتصال في الأونروا، أن طفلًا من كل عشرة أطفال دون سن الخامسة، ممن خضعوا للفحص الطبي في عيادات الأونروا، يعاني من سوء تغذية.
وقالت في مؤتمر صحفي عقدته من العاصمة الأردنية عمّان:

"فرقنا الصحية تؤكد ارتفاعًا مقلقًا في معدلات سوء التغذية، خاصة منذ تشديد الحصار الإسرائيلي قبل أكثر من أربعة أشهر".

وأوضحت أن أكثر من 240,000 طفل خضعوا للفحوصات منذ يناير 2024، مؤكدة أن حالات سوء التغذية في غزة كانت نادرة قبل الحرب.
وأضافت:

"أحد الممرضين قال لنا إنه لم يكن يعرف عن سوء التغذية إلا من الكتب والأفلام الوثائقية... اليوم، الواقع تجاوز كل التوقعات".

وأكدت توما أن الأدوية والمكملات الغذائية ومواد النظافة الأساسية والوقود في طريقها للنفاد، مما يزيد من تعقيد الكارثة الصحية.

وفي سياق متصل، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتشخيص أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية في غزة خلال الشهر الماضي فقط، بينهم أكثر من 1000 حالة حرجة من سوء التغذية الحاد الشديد، في ارتفاع متواصل للشهر الرابع على التوالي.

تحذيرات من مخططات التهجير الجماعي "تحت مسمى المدينة الإنسانية"

وفي تطور خطير، حذّر المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا في غزة، عدنان أبو حسنة، من مخطط إسرائيلي يهدف إلى إنشاء ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" جنوب قطاع غزة، والتي وصفها بأنها "معسكرات اعتقال جماعية" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا.

وقال أبو حسنة في تصريحات صحفية:

"إسرائيل تخطط منذ فترة طويلة لإقامة معسكرات لتجميع الفلسطينيين، وما يجري في رفح هو محاولة لتنفيذ هذا الهدف تحت غطاء المساعدات الإنسانية".

وأضاف أن الاحتلال يحاول فرض هذا السيناريو في ظل انعدام الوقود، انهيار القطاع الصحي، ووقف إدخال المساعدات، بهدف دفع سكان غزة إلى النزوح الطوعي عن أرضهم.

وأكد أن المنطقة التي تُخطط إسرائيل لتجميع سكان القطاع فيها لا تتجاوز مساحتها 60 كيلومترًا مربعًا، ولا تصلح لإيواء أكثر من 2 مليون فلسطيني في ظل التدمير الكامل الذي تعرّضت له رفح وجنوب القطاع، مما ينذر بكارثة إنسانية أكبر.

خاتمة: نداء عاجل للضمير الإنساني

في ظل هذا الواقع الكارثي، تجدد الأونروا والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان نداءاتها العاجلة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف الحرب وإنهاء الحصار المفروض على غزة، وتقديم الدعم الإنساني العاجل، وإنقاذ ملايين الأرواح من شبح الجوع والمرض والموت البطيء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة