بقلم هند شريدة / قاتلة الأطفال، المجرمة "إسرائيل" تحاول بث نار الطائفية، باستعراضها الرخيص بأنها "حامي الحمى" في البلدان العربية، مصوّرة نفسها بأنها المنقذة من الشدائد، الحافظة الأمينة للتعددية من براثن "الإرهاب الأصولي". فتقدّم نفسها بدناءة غير مخفية أنها الحريصة على حقوق الأقليات كالدروز، وتستخدمهم لنيل مُرادها تحت إطار الدمقرطة والحقوق، هي ذاتها الحقوق التي لطالما انتهكت أختها، وأسقطتها سقوطاً حرّاً في غزة.
كما تشيع "إسرائيل" بغباء مفضوح دعاية أنها تميّز مع المسيحيين، من أجل تبيّيض صفحتها مع الغرب الاستعماري، وحاشية ترامب من الصهيونية المسيحية. وبالتزامن تعمل جاهدة وبوضاعة على صناعة امتداد لحديّ لمذهبية هجينة (لن أسميها لكي لا أكسبها رواجا لا تستحقه)، مدّعين أنهم جماعة مسيحية، تحمل الأضداد بكفّيها: صليب السيد المسيح، رمز فدائنا، والعلم الإسرائيلي، رمز الظلامية والطغيان والاحتلال الذي ينتهك كل شبر من فلسطيننا، مشيعة أن هذين الضادين سيان. نصرخ بوجه"إسرائيل" وحفنة الدجّالين الذين لا يمتّون لمسيحيتنا المشرقية بصلة على الإطلاق، سوى أنهم زوائد طفيلية، تتغذى على معاونة الاحتلال، فهم لا يمثلون إلا أنفسهم.
كلّ نعيق ل "إسرائيل" بطرحها البخس، لا طائل منه ولا جدوى. فمهما حاولت البروباغندا الصهيونية ترويج نفسها بلوثة بيضاء وسط دمويتها، وتلطيف صورتها لدواعٍ تسويقية بوردية مقبولة، إلا أننا نعي تماما حقيقتها، فهي: كيان استعماري إحلالي، ودولة تطبق نظام فصل عنصري بامتياز (أبهارتايد)، تتلاعب بتأويل آيات من الكتاب المقدس، وتسييسها حسب مصالحها لأغراض سرقة الأرض وطرد الفلسطينيين منها، مسلمين ومسيحيين على حد سواء.
إن الوجود العربي الفلسطيني المسيحي، عضوي في فلسطين، وهو صامد على الأرض منذ آلاف السنين، قدّم وما زال يقدّم، وسيبقى صوتاً وطنياً على الدوام.
أما استهداف الاحتلال الإسرائيلي الأخير لكنيسة العائلة المقدسة بغزة، ومن ثم الاعتذار والتبجح بالأخطاء، فهو ليس القصف الأول من نوعه، وما هو إلا "استهبال" كما علّق عليه الدكتور القسّ منذر اسحق.. استهبالٌ لا نشتريه أبدا.
رسالتنا أننا سنظل شوكة في حلق الاحتلال، نتكلم دائما بهويتنا العروبية والوطنية المنتمية بكل جوارحها لأهلنا وناسنا، مهما أبدى المستعمر تعاطفه الطائفي والخبيث لقصف كنيسة أو استشهاد لفسطينيين-حدث وأن كانوا مسيحيين- أو اعتداء مستوطنين وتدميرهم لقرية فلسطينية-حدث أنّ سكانها مسيحيين. ربما الأجدى للمتصهين مايك هاكابي، المروّج لاسم "يهوذا والسامرة" بدلاً من الضفة الغربية، أن يتوقف عن توريد هِبات الأسلحة الأمريكية للجيش الذي يمتهن قصف الكنيسة والمسجد معاً، والذي قتل بعتاد الأنكل سام 60 ألفا من أهل غزة في جريمة الإبادة الجماعية المستمرة، أو يجدر به -لشراء حسن النيّة- وضع حدّ للمجاعة المهندسة على المباشر، أو التوقف عن تسليح المستوطنين الذي اعتدوا على قرية الطيبة بأسلحة made in U.S.A بدلاً من التضامن المتكلّف ومسرحية "فتح تحقيق إسرائيلي جاد"، وشراء الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم.
نتطلع يا هاك المتمدن والمتحضر لمساءلة الاحتلال ومحاسبته على جميع جرائمه دون انتقائية. فهل تَسَعُ مسيحيتك المتصهينة لذلك؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت