المجاعة في غزة تواصل حصد الأرواح: الجوع والرصاص يفتكان بالمدنيين وسط صمت دولي

المجاعة في غزة.jpg

يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث يتواصل مشهد الموت البطيء بسبب الجوع، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى ارتفاع مقلق في أعداد الشهداء والمصابين بين من يحاولون النجاة بالحصول على الغذاء.

نقاط المساعدات تتحول إلى نقاط موت

تفيد شهادات ميدانية بأن النازحين في غزة يواجهون الجوع والرصاص معًا، إذ تحولت نقاط توزيع المساعدات إلى ساحات استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال. وبحسب المصادر، استشهد أكثر من 30 مواطنًا خلال أيام قليلة أثناء وجودهم في نقاط مثل "الشاكوش" و"موراج"، بينما يعود آخرون جثثًا محمولة على عربات تجرها الحمير، في مشاهد تُجسد حجم المأساة.

قصص مؤلمة من قلب الجوع في غزة

النازحة رحمة كلاب (63 عامًا) فقدت ابنها محمد (40 عامًا) عند ما يُعرف بـ"نقطة الموت"، أثناء محاولته شراء الدقيق الذي تجاوز سعر الكيلو الواحد 100 شيكل (30 دولارًا)، مخلفًا وراءه ثلاثة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم عشر سنوات.

كما استشهد الشاب حسام قديح (25 عامًا) من رفح، برصاص الاحتلال أثناء بحثه عن الطعام، ليكون واحدًا من عشرات الضحايا الذين سقطوا فقط لأنهم حاولوا إطعام أسرهم.

أما النازح إبراهيم أبو دقة، فقد عينه بسبب شظية أصيب بها أثناء وجوده في نقطة توزيع مساعدات قرب مفترق موراج، حيث قال إنه اضطر للمخاطرة بحياته من أجل توفير الدقيق لأطفاله الذين لم يذوقوا الخبز منذ أسبوع.

900 شهيد و6 آلاف مصاب... وضحايا الجوع بازدياد

بحسب إحصائيات محلية، استشهد أكثر من 900 مواطن وأُصيب 6,000 آخرون من الذين حاولوا الوصول إلى المساعدات. كما توفي 71 طفلًا جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المواد الأساسية للعيش.

مستشفيات تنهار أمام تفشي سوء التغذية

أكد الدكتور صهيب الهمص، مدير مستشفى الكويت التخصصي في خان يونس، أن المستشفى يشهد تدفقًا غير مسبوق لحالات الإعياء الحاد والهزال الشديد، مشددًا: "هؤلاء يحتاجون للطعام قبل الدواء."

أما وكالة الأونروا، فأكدت أن لديها مخزونًا غذائيًا يكفي لثلاثة أشهر في مستودعاتها في مدينة العريش المصرية، لكنها ما زالت بانتظار موافقة إسرائيل لإدخاله. وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من مليون طفل في غزة من ضمن المحتاجين للمساعدات العاجلة، داعية إلى رفع الحصار فورًا والسماح لها بأداء مهامها الإنسانية.

أرقام صادمة: آلاف الأطفال تحت خطر الموت

تشير المصادر الطبية إلى أن 17 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، مع تزايد الحالات التي تعاني من الإجهاد وفقدان الذاكرة بسبب الجوع المزمن، وسط نقص حاد في الأدوية والأسرة الطبية.

وأكدت التقارير أن مراكز الأونروا أجرت 74,000 فحص للأطفال، تم خلالها تشخيص نحو 5,500 حالة سوء تغذية حاد شامل، وأكثر من 800 حالة سوء تغذية حاد وخيم، وهي أرقام تنذر بخطر موجة موت جماعي ما لم يتم التدخل الفوري.

نداءات عاجلة من المنظمات الصحية: افتحوا المعابر فورًا

جددت الجهات الصحية والمنظمات الإغاثية دعواتها العاجلة لكل الجهات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان، للتحرك الفوري وفتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء بشكل آمن ومنتظم.

وحذرت من أن استمرار الأوضاع الحالية يهدد بانفجار إنساني شامل، وسط توقعات بارتفاع أعداد الوفيات بشكل يومي إذا استمر الحصار الإسرائيلي، وتواصل استهداف المدنيين الباحثين عن الغذاء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة