اتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، المجتمع الدولي بالتقاعس عن الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفًا ذلك بأنه "تواطؤ" في سياسة التجويع التي تودي بحياة المدنيين.

وفي منشور على منصة "إكس"، كشف لازاريني عن تلقيه رسائل يومية من موظفي الأونروا في غزة، تُعبّر عن الجوع واليأس، من بينها رسالة كتب فيها أحدهم: "أبحث عن طعام لأطفالي، لكن لا شيء". وعلّق على تلك الرسائل بقوله: "كيف يمكن للمرء أن يرد على رسائل اليأس هذه؟ إنه لأمر مخجل، ويضاعف شعوري بالعجز".

وأشار المفوض الأممي إلى أن المساعدات الغذائية متوفرة على بعد "بضعة كيلومترات فقط" من الحدود مع غزة، مؤكدًا أن الأونروا تمتلك مخزونًا كافيًا خارج القطاع لتغطية احتياجات السكان لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن إدخال هذه المساعدات مُنع بالكامل منذ 2 مارس 2025.

وشدد لازاريني على أن هذا الوضع "من صنع الإنسان"، وأن إسرائيل تستفيد من "إفلات تام من العقاب"، مطالبًا بـ"إرادة سياسية" عاجلة لإنهاء الحصار المفروض على القطاع والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية.

وأضاف: "التقاعس تواطؤ يُفقدنا إنسانيتنا"، في إشارة إلى صمت المجتمع الدولي عن سياسات الحصار والتجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر طبية في غزة بأن 86 فلسطينيًا، من بينهم 76 طفلًا، قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.

وسُجّلت 18 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة فقط، نتيجة استمرار المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار الحصار ومنع دخول الإغاثة.