أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، صباح اليوم، أن الوسطاء الدوليين سلّموا رد حركة "حماس" الرسمي على مقترح وقف إطلاق النار المؤقت في قطاع غزة، مشيرة إلى أن طاقم التفاوض الإسرائيلي بدأ بدراسة الرد الذي وصفته مصادر إعلامية وسياسية بـ"الأكثر إيجابية" مقارنة بالردود السابقة، لكنه لا يزال غير كافٍ للتوصل إلى اتفاق نهائي.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت وموقع "واينت" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن رد "حماس" تضمن تعديلات تُظهر مرونة نسبية قد تمهّد الطريق لاستئناف المفاوضات، لكنه "بحاجة إلى تطوير إضافي". وأوضح أن الرد قد يُستخدم كأساس للتفاوض، في حال قررت إسرائيل المضي قدمًا نحو اتفاق طويل الأمد.
مطالب حماس في الرد الجديد: انسحاب أوسع وضمانات أممية
شمل الرد المحدث من حركة "حماس" عدة مطالب رئيسية، تمثلت في:
-
انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من المناطق السكنية داخل قطاع غزة، وخاصة من شارع صلاح الدين الممتد من شمال القطاع إلى جنوبه، وتفكيك نقاط السيطرة التي تعرقل الحركة المدنية.
-
فتح معبر رفح البري بشكل دائم، وإعادة إدخال المساعدات من خلاله تحت إشراف وكالات الأمم المتحدة فقط، دون تدخل من أطراف إسرائيلية أو وكلاء غير محايدين.
-
إعادة تفعيل ممر نيتساريم بإشراف شركة أمنية أميركية، أسوة بما تم في صفقة الأسرى السابقة.
-
رفع عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، وخاصة من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، ضمن أي اتفاق تبادل مستقبلي.
-
ضمانات أممية ودولية ملزمة باستمرار مفاوضات إنهاء الحرب خلال فترة التهدئة التي ستستمر 60 يومًا، وصولًا إلى اتفاق دائم.
الوساطة الدولية: تقدم مشروط بلقاء محتمل في سردينيا
يأتي هذا التطور في وقت كان من المتوقع فيه أن يلتقي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف اليوم مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي رون ديرمر ومسؤول قطري رفيع في جزيرة سردينيا الإيطالية، غير أن مصادر سياسية إسرائيلية أكدت أن اللقاء "لم يُحدد بعد"، وقد لا يُعقد إلا إذا تقلصت فجوات الخلاف بين الطرفين.
وأكدت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيجري خلال الساعات المقبلة مشاورات حاسمة مع طاقم المفاوضات في الدوحة، لاتخاذ موقف واضح من الرد الفلسطيني.
في السياق ذاته، أشارت مصادر فلسطينية مطلعة لـوسائل إعلام دولية إلى أن حركة "حماس" سلّمت ردّها للوسطاء المصريين والقطريين قبل يومين، مضيفة أن الرد تضمّن تعديلات محسوبة تهدف إلى حماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات والإعمار.
خلافات جوهرية لا تزال عالقة
رغم إشارات الإيجابية، لا تزال هناك خلافات رئيسية حول خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي، خصوصًا في المناطق التي أعادت إسرائيل السيطرة عليها بعد استئناف الحرب في مارس الماضي. وتُصر حماس على انسحاب واسع النطاق يتجاوز حتى ما أبدت إسرائيل استعدادها لقبوله.
كما تشمل الخلافات طبيعة الضمانات الأممية، ومراحل تنفيذ الاتفاق، وآليات الإشراف الدولي على المساعدات.
الموقف الإسرائيلي: تردد ومخاوف من الخروقات
نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر سياسية أن "التحسين في رد حماس غير كافٍ لكنه قابل للبناء عليه". وأشارت إلى أن بعض المسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن حماس "تحاول كسب الوقت وليست مستعجلة للتوقيع على الصفقة"، في حين ترى أطراف أخرى أن هناك فرصة حقيقية لتقدم دبلوماسي إذا تم تحييد العقبات الفنية والأمنية.
في المقابل، حذّرت أجهزة أمنية إسرائيلية من احتمال خروقات فور تنفيذ أي اتفاق، وهو ما يدفع الوسطاء – وخصوصًا مصر وقطر – إلى الضغط لضمان التزام الطرفين ببنود التهدئة وتقديم الضمانات اللازمة.