أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيتها "إعادة النظر بجدية" في استراتيجيتها حيال الحرب في قطاع غزة، بعد مرور ستة أشهر من ولايته دون تحقيق أي اختراق سياسي أو إنساني، في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال اجتماع جمعه بأهالي عدد من الرهائن المحتجزين في غزة، حيث أقر بفشل المحاولات الحالية قائلاً: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بجدية... الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح"، وفق ما نقلته شبكة Axios عن مصادر حضرت الاجتماع.
انهيار المفاوضات وتصاعد الضغط الدولي
تأتي هذه التصريحات عقب فشل جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وسط اتهامات متبادلة بعدم الجدية. وأشار مراقبون إلى أن الجمود السياسي في الملف بات يهدد بتفاقم العزلة الدولية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد الإدانات من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التي وثّقت تزايد حالات الوفاة جوعًا في غزة.
ترامب: على إسرائيل "إنهاء المهمة"
وفي خطوة لافتة، صعّد الرئيس ترامب من لهجته تجاه الملف، حيث صرّح الجمعة بأنه يدعم توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتصعيد العمليات العسكرية في غزة، مشيرًا إلى ضرورة "التخلّص من حماس نهائيًا"، بعد فشل جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
تصريحات ترامب تزامنت مع نشر تقارير حقوقية وإنسانية تؤكد دخول غزة مرحلة كارثية، مع آلاف الأطفال والنساء الذين يصطفون يوميًا أمام مطابخ خيرية في خان يونس للحصول على الماء أو الطعام، وسط انهيار شبه تام في الخدمات الأساسية.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
وقالت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية إن الوضع الإنساني في غزة "تجاوز كل الحدود المقبولة"، مشيرة إلى وفاة أعداد متزايدة من المدنيين بسبب الجوع، ونقص الغذاء، وانعدام المياه الصالحة للشرب، في حين يبقى أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار الشامل.
مستقبل غامض
وسط هذا المشهد القاتم، يرى مراقبون أن فشل واشنطن في إدارة الملف قد يفرض تحولًا استراتيجيًا خلال الفترة المقبلة، في ظل ضغوط داخلية من أهالي الرهائن، وضغوط دولية متزايدة تطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات بشكل عاجل إلى القطاع المنكوب.