أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدنة إنسانية جزئية في قطاع غزة، محددة بعدة ساعات فقط، لتأمين دخول المساعدات الإنسانية، وسط تأكيد فلسطيني على فشل مساعي الاحتلال في إزاحة الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية من المشهد الإغاثي.
وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، في تصريح لـ"وفا"، إن إعلان الاحتلال عن "هدنة إنسانية" يقتصر على مناطق ذات كثافة سكانية عالية، تستقبل آلاف النازحين، وعلى رأسها المواصي ودير البلح، مشددًا على أن ما يجري ليس هدنة شاملة، بل توقف مؤقت محدود لخدمة مرور الشاحنات الإغاثية.
دخول ما بين 150 و200 شاحنة مساعدات إنسانية خلال الساعات القادمة
وأوضح الشوا أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والمتوقع دخولها إلى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، يتراوح بين 150 إلى 200 شاحنة، محذرًا من أن هذا العدد رغم أهميته، لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، حيث تُقدر الحاجة اليومية لغزة بنحو 1000 شاحنة لسد الفجوة الإنسانية المتفاقمة.
وستحمل الشاحنات موادًا أساسية كـ الدقيق، المواد الغذائية، الأدوية، مستلزمات النظافة وتنقية المياه، بدعم من مؤسسات الأمم المتحدة، منها: برنامج الغذاء العالمي، منظمة الصحة العالمية، اليونيسف، الهيئة الهاشمية الأردنية، والجانب المصري.
الاحتلال يعترف بدور الأمم المتحدة بعد فشل بدائلها
وأكد الشوا أن إقرار الاحتلال بأن توزيع المساعدات سيتم عبر مؤسسات الأمم المتحدة يمثل اعترافًا بفشل خططه لإقصاء الأونروا والمنظمات الإنسانية الدولية، واستبدالها بما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي "تحولت إلى مراكز للقتل والإذلال اليومي"، حسب تعبيره.
وأضاف: "وجود المؤسسات الأممية أمر حيوي لأنها تعمل ضمن مبادئ العمل الإنساني، وتضمن سلامة وكرامة المدنيين في غزة"، مشيرًا إلى أن التوزيع سيتم وفق آليات شفافة وقواعد بيانات دقيقة، بالشراكة بين المؤسسات الدولية والأهلية، لضمان وصول المساعدات للأسر الأكثر احتياجًا، خصوصًا النساء المعيلات، كبار السن، الجرحى، وذوي الإعاقة.
تحذير من المخاطرة بالحياة والعودة للمناطق الخطرة
وناشد الشوا سكان قطاع غزة بـ عدم اعتراض الشاحنات الإغاثية، وتأمين وصولها إلى المخازن ومراكز التوزيع، لتسهيل انطلاق عمليات التوزيع الفوري، داعيًا إلى عدم التوجه نحو المناطق التي فرض عليها الاحتلال نزوحًا قسريًا.
وشدد على أن الاحتلال لم يعلن انسحابه من أي منطقة، وأن العودة إليها خلال ساعات "الهدنة الجزئية" قد تشكل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين.