استشهد أكثر من 80 مواطنًا فلسطينيًا اليوم في قطاع غزة، في سلسلة مجازر دموية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، أكثر من نصفهم من منتظري المساعدات الإنسانية، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة تضرب القطاع المحاصر.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن 11 شهيدًا وأكثر من 90 إصابة وصلوا إلى مستشفى القدس التابع لها، بعد استهداف مباشر من قوات الاحتلال لجموع المدنيين أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات في منطقة النابلسي، جنوب غرب مدينة غزة.
وفي جريمة مماثلة، استشهد 15 آخرون قرب مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب القطاع، ما يرفع حصيلة شهداء اليوم إلى أكثر من 80، في مشهد يؤكد إصرار الاحتلال على استخدام التجويع كسلاح حرب، من خلال قصف مواقع توزيع الغذاء.
ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة إلى 162 شهيدًا بينهم 92 طفلًا
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن 3 وفيات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينهم طفلان، بسبب الجوع الحاد وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 162 شهيدًا، من بينهم 92 طفلًا، في ظل انهيار المنظومة الصحية والغذائية واستمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الإمدادات الضرورية.
وأكدت الوزارة أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، محذرة من كارثة وشيكة، وجددت مناشدتها العاجلة للمجتمع الدولي ووكالات الإغاثة بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ ما تبقى من السكان المحاصرين.
"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل تحوّل نقاط المساعدات إلى "حمامات دم"
وفي تقرير صادم، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن "الجيش الإسرائيلي، المدعوم أميركيًا، ومقاولوه، وضعوا نظامًا عسكريًا معيبًا لتوزيع المساعدات في غزة"، مؤكدة أن هذا النظام "تحوّل إلى حمامات دم منتظمة"، حيث يتم إطلاق النار بشكل ممنهج على الجائعين في مواقع توزيع المساعدات.
وأضافت المنظمة أن "تجويع المدنيين أصبح سلاحًا ممنهجًا في يد إسرائيل"، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة عن هذه الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
حماس: جاهزون للتفاوض إذا تم إنهاء التجويع
وفي السياق، أعلنت حركة حماس، أمس الخميس، استعدادها "للانخراط الفوري في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، شريطة إيصال المساعدات الإنسانية فورًا إلى مستحقيها وإنهاء المجاعة"، مشددة على أن "استمرار التفاوض في ظل التجويع يفقده مضمونه الإنساني والسياسي".
كارثة إنسانية ومطالبات دولية بالتدخل
تتواصل عمليات القتل والتجويع في غزة وسط صمت دولي مطبق، بينما يتكدّس الجياع أمام مراكز توزيع المساعدات في مشاهد تُبكي الضمير الإنساني. ومع تجاوز أعداد الشهداء 162 بسبب المجاعة وحدها، وتصاعد استهداف المدنيين بالرصاص أثناء بحثهم عن لقمة العيش، فإن الوقت ينفد لإنقاذ المدنيين من الإبادة البطيئة التي تُمارس بحقهم.