حذرت أبحاث علمية جديدة من تهديد خطير يواجه سكان قطاع غزة، يتمثل في انتشار واسع للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً والحصار الإسرائيلي المتواصل.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة لانسيت للأمراض المعدية أن ثلثي العينات التي جُمعت من مستشفى الأهلي في غزة على مدار 10 أشهر، تحتوي على بكتيريا مقاومة للأدوية المتعددة، ما ينذر بأمراض أطول وأكثر خطورة، وزيادة في نسب الوفيات وعمليات البتر.

نقص حاد في الإمدادات الطبية

تعاني المستشفيات من عجز شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما أشار ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، إلى أن أكثر من نصف الأدوية الأساسية غير متوفرة، وأن 50% فقط من المستشفيات و38% من مراكز الرعاية الأولية تعمل بشكل جزئي. ووصلت نسب إشغال الأسرّة إلى 240% في مستشفى الشفاء و300% في مستشفى الأهلي شمال القطاع.

أسباب تفشي العدوى

يرجع الخبراء أسباب تفاقم الأزمة إلى تدمير البنية التحتية الصحية، وتعطل أنظمة الصرف الصحي، وتوقف جمع النفايات، وانتشار الجوع وسوء التغذية بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

تحذيرات ومطالبات دولية

دعت منظمة الصحة العالمية إسرائيل إلى السماح بتخزين الإمدادات الطبية بشكل عاجل لمواجهة الوضع الصحي "الكارثي"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية إدخال أكثر من 45 ألف طن من المعدات الطبية إلى غزة منذ بداية الحرب، إضافة إلى إنشاء 13 مستشفى ميدانياً بالتعاون مع منظمات دولية، مؤكدة أنها ستواصل السماح بدخول المساعدات "وفق القانون الدولي".

حصيلة الضحايا

وفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 61,599 شهيداً و154,088 جريحاً، بينهم 89 شهيداً و513 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.