غزة – دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ 688 على التوالي، وسط استمرار المجازر وعمليات التهجير القسري وحرب التجويع، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة في غزة لأول مرة في الشرق الأوسط، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتهديد حياة مئات آلاف المدنيين.
مجازر متواصلة واستهداف النازحين
ميدانيًا، فجّر الجيش الإسرائيلي روبوتات مفخخة في منطقة الزرقا بجباليا شمال القطاع، وواصل نسف المنازل السكنية في عدة مناطق بينها الحي السعودي غرب رفح وشرق حي الشيخ رضوان. كما استهدفت المدفعية بلدة جباليا النزلة، فيما أصابت الطائرات خيمة نازحين في منطقة السرايا غرب غزة، ما أسفر عن إصابات جديدة بين المدنيين.
وقالت مصادر طبية إن 3 فلسطينيين استشهدوا في قصف على الشيخ رضوان وجباليا، فيما استشهد 4 آخرون بينهم طفل في قصف استهدف نقطة توزيع مساعدات وسط القطاع. كما أعلن الدفاع المدني عن 41 شهيدًا منذ فجر الأحد في أنحاء متفرقة، بينهم 12 قضوا بسبب الجوع القسري.
حرب التجويع تحصد أرواح المدنيين
وزارة الصحة في غزة أكدت ارتفاع حصيلة شهداء التجويع إلى 289 شخصًا بينهم 115 طفلًا منذ بدء الحرب، فيما شددت الخارجية الفلسطينية على أن سياسة التجويع "ممنهجة ومتعمدة". وأوضح مدير صحة غزة أن القطاع يخوض "سباقًا مع الزمن لمواجهة المجاعة المتفاقمة"، محذرًا من انهيار المنظومة الصحية ومنع الاحتلال للمدنيين من الوصول إلى الرعاية الطبية.
تهديدات اجتياح و"مركبات جدعون 2"
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة ملازم في انفجار عبوة ناسفة داخل القطاع، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن احتلال مدينة غزة سيبدأ بعد استكمال تطويقها خلال شهرين تقريبًا.
صحيفة "معاريف" نقلت عن تقديرات أمنية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متمسك بمواصلة عملية "مركبات جدعون 2" باعتبارها شرطًا لبقاء حكومته.
ردود فعل سياسية وإقليمية
رئيس حزب "كحول لافان"، بيني غانتس، دعا إلى تشكيل "حكومة بلا متطرفين" تضم نتنياهو ولابيد وليبرمان لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى.
أما إيران، فقد وصفت على لسان وزير خارجيتها، عباس عراقجي، المخطط الإسرائيلي لاحتلال غزة بأنه حلقة جديدة في مسلسل الإبادة وطمس الهوية الفلسطينية، معتبرًا تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" إعلانًا صريحًا لاستراتيجية توسعية تهدد المنطقة بأسرها.
دعوات دولية عاجلة
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أدان تهديدات الاحتلال باجتياح المدينة التي يقطنها أكثر من 1.3 مليون شخص، بينهم نصف مليون طفل، محذرًا من عمليات قتل جماعي وتهجير قسري. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لوقف الجرائم وضمان حماية المدنيين.
كما واصلت المؤسسات المحلية التحذير من استهداف المدنيين، حيث أعلن مستشفى العودة عن استشهاد 3 متطوعين وإصابة 16 آخرين أثناء توزيع المساعدات جنوب وادي غزة، بينما حذرت بلدية خانيونس النازحين من خطر المد البحري على شاطئ البحر بسبب سوء أوضاع المبيت.