حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من تسارع التداعيات الكارثية للمجاعة التي تعصف بالقطاع المحاصر، مؤكدة أن الأوضاع الصحية والإنسانية دخلت مرحلة غير مسبوقة من الخطورة في ظل النقص الحاد في الإمدادات الغذائية والطبية.
وقالت الوزارة في تصريح صحفي إن شهر أغسطس الماضي شهد تسجيل مئة وخمس وثمانين حالة وفاة نتيجة سوء التغذية، وهو العدد الأكبر منذ أشهر طويلة، مشيرة إلى أن سبعين حالة وفاة وقعت منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن قطاع غزة يعيش حالة مجاعة، بينهم اثنا عشر طفلًا. وأوضحت أن ما لا يقل عن ثلاثة وأربعين ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية بدرجات مختلفة، فيما تواجه أكثر من خمسة وخمسين ألف سيدة حامل ومرضع الخطر ذاته. وأكدت الوزارة أن ثلثي النساء الحوامل تقريبًا يعانين من فقر الدم، في نسبة وُصفت بأنها الأخطر منذ سنوات طويلة.
وشددت وزارة الصحة على أن هذه المؤشرات تعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية في غزة، لافتة إلى أن محدودية الاستجابة الطارئة في ظل استمرار العدوان ومنع دخول الإمدادات، يزيد من احتمالات ارتفاع أعداد الضحايا خلال الأسابيع المقبلة، ولا سيما بين الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال والنساء. وأكدت أن الوضع الراهن لم يعد يحتمل التأجيل أو التسويف، وأن استمرار حرمان سكان القطاع من الغذاء والدواء يعني انزلاقًا نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والتدخل الفوري والفعّال من أجل ضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية العاجلة للمرضى والجرحى والفئات الأكثر تضررًا. وأكدت أن صمت المجتمع الدولي إزاء ما يجري يساهم في تفاقم المجاعة ويشجع الاحتلال على المضي في سياساته القائمة على القتل بالتجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة.