كوشنر يعود لملف غزة: اجتماع مع ويتكوف وديرمر لبحث مقترح أميركي يشمل صفقة أسرى، وقف الحرب، وانسحاب تدريجي للاحتلال

ترامب كوشنير.webp

واشنطن/ميامي في مؤشر على عودة تأثيره في ملفات الشرق الأوسط، شارك جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه السابق، في اجتماع عُقد في مدينة ميامي مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رون ديرمر، وفق ما أفاد به مسؤول أميركي ومصدر مطلع لموقع Axios (الصحفي باراك رافيد).

أهمية الاجتماع

اللقاء ركّز على المقترح الأميركي الجديد لإنهاء الحرب في غزة، وما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث تسعى إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق قبل أن يطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة غزة.

تفاصيل المقترح الأميركي

بحسب المصادر، تضمن المقترح الذي أُرسل إلى حركة حماس الأسبوع الماضي عبر ناشط سلام إسرائيلي، النقاط التالية:

الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين الـ48، بينهم 20 يُعتقد أنهم أحياء، مقابل وقف إطلاق النار.

إنهاء عملية الجيش الإسرائيلي للسيطرة على غزة.

الشروع في مفاوضات حول شروط إنهاء الحرب، بما يشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

إدراج بند خاص يوضح آلية الانسحاب الإسرائيلي، بحيث يشمل كل مناطق غزة بما فيها الشريط الحدودي، شريطة قدرة الحكومة الجديدة في غزة على ضمان الأمن.

ووفقًا للمصادر، فإن إسرائيل أبدت ارتياحها لهذا البند لأنه لا يفرض انسحابًا فوريًا وكاملًا، بينما اعتبرته حركة حماس "فخًا" يمنح إسرائيل حق الفيتو على الانسحاب وعلى بنية الحكم في غزة بعد الحرب.

تصريحات ترامب

وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد صرح الأحد: "نحن نعمل على حل ربما يكون جيدًا جدًا. أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبًا. إنها مشكلة معقدة للغاية."

دور كوشنر المتجدد

رغم أن كوشنر اليوم مجرد مواطن عادي ومستثمر، إلا أنه عاد للعب دور مؤثر في صياغة السياسة الأميركية بشأن غزة. فقد التقى مؤخرًا مع ترامب وويتكوف ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، حيث عرض أفكاره بشأن خطة "اليوم التالي" للحرب في غزة.

وبحسب مصدرين مطلعين، فإن ترامب وافق على مقترحات كوشنر الأولية، وكلفه بوضع خطة تفصيلية لمرحلة ما بعد الحرب. كما أمضى كوشنر وويتكوف ساعات طويلة مع ترامب خلال نهائي بطولة الولايات المتحدة للتنس، لمناقشة تفاصيل الخطة.

التوازنات الأميركية والإسرائيلية

أوضح مسؤول أميركي أن خطة ما بعد الحرب ستأخذ في الاعتبار مواقف إسرائيل، لكنها "لن تكون خطة بيبي (نتنياهو) أو خطة ديرمر"، في إشارة إلى أنها ستتجاوز الطرح الإسرائيلي التقليدي لتقديم رؤية أميركية مستقلة.

دلالات المشهد

تؤكد مشاركة كوشنر، إلى جانب بلير وويتكوف، أن البيت الأبيض يسعى إلى إعادة صياغة المشهد في غزة عبر مبادرات سياسية ودبلوماسية، رغم تعقيدات الخلافات بين حماس وإسرائيل بشأن الانسحاب وآليات الحكم في القطاع، ما يجعل نجاح أي صفقة رهينًا بتقديم ضمانات متبادلة وغطاء دولي واسع.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - واشنطن