وجّهت القاهرة رسالة حازمة إلى الإدارة الأميركية، مؤكدة أن أي محاولة إسرائيلية لتنفيذ عمليات مشابهة لتلك التي جرت في الدوحة على الأراضي المصرية «ستكون تبعاتها كارثية». جاء ذلك في ظل اتصالات دبلوماسية مكثفة أعقبت الاستهداف الإسرائيلي لقيادات من حركة «حماس» في العاصمة القطرية، وما تبعه من توتر متصاعد انعكس على فرص التوصل إلى تهدئة مؤقتة أو شاملة في قطاع غزة، مشددة في الوقت نفسه على استعدادها لاستضافة قادة الفصائل الفلسطينية وتوفير الحماية لهم داخل مصر
وأوضحت المصادر لصحيفة الاخبار اللبنانية أن قنوات التواصل المصرية مع الجانب الإسرائيلي «تراجعت إلى مستوياتها الدنيا، حيث باتت مقتصرة على قنوات اللجنة العسكرية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد»، في حين يتركز التواصل المصري مع واشنطن حول «بحث سبل استئناف مسار التهدئة». وحتى مساء أمس، لم تسفر هذه المحادثات عن أي اختراق يُذكر، في ظل رفض إسرائيل الاعتذار عن العملية التي نفذتها في الدوحة.
وعلى وقع الاتصالات الدبلوماسية المتسارعة لمناقشة تداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حركة «حماس» في العاصمة القطرية الدوحة، تتزايد المؤشرات على تراجع أفق أي حديث عن تهدئة مؤقتة أو شاملة في قطاع غزة، في ظل استمرار العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام مرور شاحنات المساعدات المصرية عبر معبر «كرم أبو سالم»، وتجاهلها المطالب المصرية المتعلقة بإدخال كميات ونوعيات محددة من المساعدات، بحسب ما أكدت مصادر دبلوماسية مصرية لصحيفة «الأخبار».
كما كشفت المصادر أن إسرائيل نفذت عمليتها في الدوحة كـ«خيار بديل لعملية استهداف كانت تعتزم تنفيذها في تركيا، لكنها أُحبطت في وقت سابق». وبيّنت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته «كانوا على قناعة بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستكون قادرة على احتواء تبعات العملية مع الدوحة، على عكس أنقرة التي كانت ستصعّد الموقف بحكم عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما قد يترتب عليه أثمان سياسية واقتصادية باهظة على إسرائيل».