تستعد إسرائيل للشروع في عملية برية واسعة النطاق لاحتلال مدينة غزة في إطار ما يسمى بعملية "عربات جدعون 2"، وسط تكثيف الغارات والقصف على المدينة خلال الأيام الأخيرة، وتصاعد التقديرات الأمنية بشأن تزايد محاولات حركة حماس لأسر جنود إسرائيليين خلال التوغل.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن التحدي الأبرز أمام الجيش يتمثل في إخلاء مئات آلاف المدنيين من مدينة غزة، في وقت توقعت فيه الأجهزة الأمنية أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة كبيرة في محاولات أسر الجنود، وهو ما اعتبرته "تهديدًا جديًا" يشغل مستويات رفيعة في المؤسسة الأمنية.
وخلال جلسة مطولة للكابينيت المصغر استمرت خمس ساعات، حذر قادة الأجهزة الأمنية من أن العملية البرية ستستغرق وقتًا أطول بكثير مما يخطط له المستوى السياسي، وربما تمتد لأشهر طويلة، مؤكدين أنها ستؤدي إلى سقوط عدد كبير من الأسرى وقتل مئات من المدنيين. وقدرت مصادر أمنية أن الاحتلال الكامل لمدينة غزة قد يستغرق عامًا كاملاً ويؤدي إلى مقتل ما لا يقل عن 100 جندي إسرائيلي.
وأشارت التقديرات إلى أن نحو 280 ألفًا من سكان غزة نزحوا قسرًا إلى جنوب القطاع، وهو ما يمثل ربع سكان المدينة فقط. فيما أنهت الفرقة السابعة عملياتها في الأطراف الجنوبية لغزة وتستعد للتوغل داخلها، بينما تنفذ الفرقة 162 عمليات في مناطق محاذية وأخرى داخل المدينة.
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في تغريدة عبر منصة "إكس"، أن قادة حماس في قطر "أغلقوا كل محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب"، مضيفًا أن "التخلص منهم سيزيل عقبة أساسية أمام الإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب".
أما وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فشبّه الهجمات الجارية على مدينة غزة بـ"إعصار هوريكان"، ودعا الفلسطينيين إلى النزوح جنوبًا، مؤكدا أن الجيش "يمهد الطريق للقوات البرية لإخضاع حماس والإفراج عن المختطفين".
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة الاستنفار الأمني، إذ قتل أربعة جنود إسرائيليين وأصيب خامس في كمين على أطراف مدينة غزة، ما يعزز مخاوف تل أبيب من أن معركة احتلال المدينة ستكون مكلفة وطويلة.