الاحتلال يعلن تفكيك «خلية صواريخ» قرب رام الله ويفتش منازل ويجري اعتقالات واسعة بالضفة

صواريخ رام الله.jpg

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه نفّذ مداهمات أمنية في محيط رام الله بالضفة الغربية واعتقل مجموعة يزعم أنها تشكّل «خلية» تعمل على إنتاج قذائف صاروخية بدائية الصنع وتجهيزها للإطلاق نحو بلدات ومستوطنة في المنطقة.

وفق بيان للجيش، نفّذت العملية ليليةً مداهمةً مشتركة مع جهاز الأمن العام «الشاباك» ووحدة اليمام، وأسفرت عن اعتقال عدة مشتبهين بعد «حصار مبنى وإطلاق نار باتجاهه»، وأشار الجيش إلى العثور في الموقع على «عشرات الصواريخ، بينها اثنان معدّان للإطلاق دون رؤوس حربية، عشرات العبوات الناسفة ومواد متفجّرة»، فضلاً عن ما وصفه بـ«مخرطة لإنتاج الصواريخ». وأكد البيان أن المواد المصادرة ودُمرت، وأن الموقوفين نُقلوا إلى «الشاباك» لمتابعة التحقيق.

مصادر محلية في رام الله نقلت أن قوات الاحتلال حاصرت منزلين في بلدتي بيتونيا وسردا، وأطلقت قنابل تجاه أحد المنازل في سردا ما أدّى إلى احتراق أجزاء منه واعتقال أحد السكان، كما احتجزت قوات أخرى مواطنًا في بيتونيا بعد محاصرة منزله. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أبقت على الحصار لساعات وأطلقت قنابل صوت وغاز في محيط المنازل، بينما جرى نقل الموقوفين إلى جهات أمنية إسرائيلية.

في بيان لاحق، أكدت قيادة الجيش أنها تواصل «عمليات تمشيط وتطويق» في محيط أريحا، وادّعت أن بعض القذائف كانت «مجهزة للإطلاق» وموجّهة نحو داخل إسرائيل، وليس فقط نحو المستوطنات في الضفة المحتلة. ولفتت إلى أن هذه الخلية مرتبطة بمحاولات سابقة، وأن «هذه هي الخلية الأولى التي تنشط في إنتاج وإطلاق القذائف من الضفة الغربية»، وفق نص البيان، من دون إرفاق أدلة مستقلة على ذلك.

ردود فعل إسرائيلية وتصريحات سياسية

أصدرت قيادة اتحاد المستوطنات بيانًا هاجم فيه «تلعثم الحكومة» واتهمت الساسة بالتقاعس، وقالت: «حين تواصل حكومة إسرائيل التلعثم يرتفع الإرهاب... من لا يفرض السيادة يمنح الأمل للإرهاب ويدعو إلى الصواريخ والمجزرة القادمة في وسط البلاد». ودعا البيان إلى «تسريع فرض السيادة» في الضفة.

من جانبه، اعتبر وزير المالية ووزير الأمن بالوكالة بتسلئيل سموتريتش أن «إنتاج الصواريخ في يهودا والسامرة نتيجة أمل بقيام دولة فلسطينية»، داعيًا إلى «تسريع ضمّ الضفة» كحل لمواجهة ما وصفه بـ«خطر الدولة الفلسطينية». وتطرّق سموتريتش في ملاحظاته إلى مواقف دول أوروبية تجاه القضية الفلسطينية، محمّلًا إياها «منح الأمل للإرهاب».

حملة اعتقالات واسعة

في إطار حملة أمنية واسعة نفّذها الجيش خلال الأسبوع الأخير، قال الاحتلال إنه اعتقل أكثر من 75 فلسطينيًا في أنحاء متفرقة من الضفة، واصفًا الإجراءات بأنها «عمليات إحباط إرهاب» تزامنًا مع فترة الأعياد اليهودية. وذكر البيان أن اعتقالات جرت في عشرات القرى، منها عشر حالات في قباطية، واعتقالات في بيت لحم وطولكرم وسلفيت، مع ضبط أسلحة وذخائر بحسب قوات الاحتلال.

عناصر المعلنة وغياب التحقّق المستقل

البيان العسكري الإسرائيلي يقدّم تفاصيل ميدانية عن المضبوطات وطبيعة المواد المصادرة، لكنه لم يصدر صورًا أو مستندات توثق ذلك بشكل مستقل، فيما اقتصرت المعلومات من الجانب الفلسطيني على روايات محلية حول مداهمات واعتقالات وإضرار بممتلكات، ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من السلطة الفلسطينية أو أي فصيل مسلّح حول الاتهامات الموجّهة.

تداعيات أمنية وسياسية

تصاعد عمليات الاعتقال والمداهمات في الضفة يفاقم التوترات على الأرض ويزيد من احتمالات وقوع مواجهات مسلحة واشتباكات محلية. كما أن اتهام جهات فلسطينية بإنتاج صواريخ داخل الضفة يرفع سقف الخطاب الأمني والسياسي داخل إسرائيل ويغذي دعوات سياساتية متشددة مثل تسريع خطوات الضمّ، وهو ما يلقى معارضة دولية في أوساط عدة عواصم.
صواريخ رام الله 2.jpg
صواريخ رام الله 1.jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة