أحيت دولة فلسطين، ممثَّلة بسلطة جودة البيئة، اليوم العربي للبيئة الذي أقرّه مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة هذا العام تحت شعار: «استدامة المراعي الطبيعية وتعزيز القدرة على الصمود». ويأتي إحياء اليوم في ظرف ميداني بالغ التعقيد، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثاني واستمرار الاعتداءات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما يطال الإنسان والأرض والبيئة معًا.
وأكدت السلطة أن المراعي الطبيعية ركيزة أمنٍ غذائي وسور حماية بيئي للمجتمعات المحلية، إذ تشكّل نحو 37% من مساحة الضفة الغربية (قرابة 2,111 كم²)، منها 1,294 كم² في السفوح الشرقية. وفي غزة بلغت مساحة المراعي 28 كم² عام 2017، فيما تعوق الأوضاع الراهنة تحديث البيانات. وتشير السلطة إلى أن الاحتلال يسيطر على قرابة 60% من الضفة (مناطق «ج»)، ويواصل إنشاء بؤر رعوية استيطانية تُقيّد وصول الرعاة الفلسطينيين إلى أراضيهم.
وبحسب المعطيات الحكومية الفلسطينية، هُجّر 33 تجمعًا بدويًا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما صودرت أراضٍ واسعة عبر أدوات مختلفة: نحو 58 كم² بذريعة تعديل حدود «محميات طبيعية»، و26 ألف دونم أُعلنت «أراضي دولة»، و1,756 دونمًا خُصصت لأبراج عسكرية وطرق أمنية ومناطق عازلة حول المستعمرات.
وفي قطاع غزة، خلّفت الحرب تلوّثًا للتربة والمياه وتراجعًا في الرقعة الخضراء وتدميرًا للأراضي الزراعية والمراعي، بما يُضعف القدرة البيئية والاقتصادية على الصمود ويُفاقم التحديات الإنسانية والمناخية. وتشدّد سلطة جودة البيئة على أن الإدارة المستدامة للمراعي تحدّ من التصحر، وتحمي التنوع الحيوي، وتخفّف آثار التغير المناخي، لا سيما أن الزراعة والرعي من أكثر القطاعات تأثرًا به في فلسطين.
وجددت السلطة التأكيد أن حماية المراعي والتنوّع الحيوي في الضفة وغزة جزء أصيل من الحق في بيئة سليمة ومن الجهد الوطني لصون الحق في التنمية والسيادة على الأرض والموارد. ودعت إلى الاستثمار في إعادة التأهيل وإنشاء/تفعيل محميات رعوية مُدارة مجتمعيًا، وتمكين الهيئات المحلية والروابط الرعوية، باعتبارها مكوّنًا حاسمًا لتعزيز القدرة على الصمود واستدامة الموارد للأجيال القادمة.
كما أكدت التزام فلسطين بمواصلة دورها العربي والدولي لحماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، رغم ما تواجهه من احتلال وحصار وقيود على الموارد، مشددة على أن البيئة ليست هامشًا في الأولويات الوطنية، بل مقدمةٌ لازمةٌ لحياةٍ كريمةٍ واقتصادٍ resilient ومجتمعٍ قادرٍ على التكيف والتعافي.