شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية حملة تصعيد ميداني واسعة، شملت اقتحامات واعتقالات وتخريب ممتلكات، تخللتها اعتداءات لمستعمرين على مدارس ومنازل ومزارعين، فيما أُعلن عن استشهاد فتى متأثرًا بإصابته في بيت فوريك شرق نابلس، وشاب برصاص مستعمر على المدخل الشمالي لمدينة الخليل. وتزامنت التطورات مع موجة مداهمات طالت منازل مواطنين وأكاديميين ونساء، إلى جانب عمليات تخريب ومصادرة مركبات وأدوات زراعية، في مشهد يعكس اتساع رقعة الانتهاكات وتعدّد جبهات الضغط الميداني.
القدس: مداهمات في مخيم شعفاط وتخريب محتويات منازل
اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط شمال شرق القدس، ونفذت عمليات دهم طالت عددًا من المنازل، وأتلف الجنود محتويات منزل يعود لعائلة شيخ علي. وأفادت مصادر محلية بأن الاقتحام رافقته أعمال تفتيش واسعة وعبث بممتلكات المواطنين، في استمرار لعمليات الضغط الأمني في المخيم والأحياء المحيطة به.
رام الله: اعتقالات تطال شبانًا واقتحامات لبلدات شمال غرب المحافظة
اعتقلت قوات الاحتلال شابين خلال اقتحام بلدة بيت ريما وقرية دير غسانة شمال غرب رام الله؛ إذ اعتقل الشاب إسلام حمادة البرغوثي (19 عامًا) من بيت ريما بعد مداهمة منزله، فيما اعتُقل الشاب شوقي أشرف البرغوثي (18 عامًا) من دير غسانة. وامتدت الاقتحامات إلى بلدتي المزرعة القبلية وأبو شخيدم، حيث نُفذت عمليات تفتيش طالت منازل مواطنين.
بيت لحم: اقتحامات متزامنة و تفتيش منزل أسير محرر
في محافظة بيت لحم، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات في عدة مناطق، بينها مخيم عايدة شمالًا، ومدينة الدوحة غربًا، ومنطقة العُبيّات شرقًا، وداهمت منزل الأسير المحرر المبعد جمال أبو جلغيف وفتشته، وسط انتشار عسكري محدود وإجراءات تفتيش ميدانية.
نابلس: استشهاد فتى واعتقالات تطال أكاديميات ونساء
أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الفتى جميل عاطف حنني (17 عامًا) متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة بيت فوريك. وكان الفتى قد نُقل إلى مشفى رفيديا الحكومي بحالة حرجة قبل الإعلان عن استشهاده لاحقًا. وفي سياق متصل، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت الدكتورة منال الحاج حمد بدرساوي، المحاضرة في جامعة النجاح، بعد اقتحام منزلها في شارع القدس شرق المدينة، إلى جانب اعتقال المواطنة اعتزاز جود الله، زوجة الشهيد إبراهيم هواش، واعتقال شابين من عائلة فطاير في منطقة الطور.
وبالتزامن، هاجم مستوطنون منزل عائلة مهند أبو جاموس في قرية جوريش جنوب نابلس، وأضرموا النار في مركبته، وخطّوا شعارات عنصرية على الجدران، في اعتداء جديد يندرج ضمن تصاعد اعتداءات المستوطنين على ممتلكات المدنيين في قرى جنوب وشرق نابلس.
سلفيت: اعتقالات في مردا تطال نائبًا سابقًا
في محافظة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من قرية مردا شمال المدينة، بينهم الأكاديمي والنائب السابق في المجلس التشريعي الدكتور عمر عبد الرازق، إضافة إلى رضا محمد سليمان وعماد رأفت الخفش وعلي طاهر سليمان وأنور يوسف منصور، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.
جنين: توقيفات ومداهمات
في جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد أبو دقة من حي الدبوس، وسط تحركات عسكرية داخل أحياء سكنية وعمليات تفتيش موضعية.
الخليل: استشهاد شاب برصاص مستعمر ومنع طواقم الإسعاف
استشهد الشاب أحمد ربحي الأطرش برصاص حي أطلقه مستعمر بشكل مباشر عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل وبمحاذاة الطريق الالتفافي. وأفاد مراسلنا بأن قوات الاحتلال منعت طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى الشاب المصاب وتركته ينزف حتى ارتقى، قبل أن تُستدعى عائلته للتعرّف عليه، ليُنقل بعدها إلى جهة غير معلومة. وباستشهاد الأطرش، يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص المستعمرين منذ مطلع العام الجاري إلى 14 شهيدًا، فيما ارتفع العدد منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 35 شهيدًا، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في ظل تنامي اعتداءات المستعمرين على القرى والبلدات بتواطؤ وحماية من قوات الاحتلال.
الضفة عمومًا: حملة اعتقالات واسعة تطال أكاديميين ونساء
على نطاق أوسع، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في محافظات عدة، تخللتها مداهمات وتفتيش منازل وعبث بمحتوياتها، وطالت أكاديميين ونساء وعددًا من الشبان؛ إذ سُجلت اعتقالات في نابلس وسلفيت ورام الله وجنين، إلى جانب اقتحامات في أحياء وبلدات أخرى. وتأتي هذه الحملة ضمن تصعيد متواصل، يترافق مع اعتداءات المستعمرين على الممتلكات الخاصة والعامة.
بيت لحم مجددًا: اعتداء على مزارعين في نحالين وإتلاف محاصيل
اعتدت قوات الاحتلال على عدد من المواطنين في بلدة نحالين غرب بيت لحم أثناء وجودهم في أراضيهم لقطف ثمار الزيتون. وأفاد المواطن محمد فنّون بأن الجنود هاجموا المزارعين لفظيًا وجسديًا واحتجزوه مع شقيقه أحمد لساعات، قبل اعتقال شقيقه، فيما أتلف الجنود كميات من الزيتون المصطوف وصادروا أدوات القطف، في انتهاك يهدد مصدر رزق العديد من العائلات خلال موسم الزيتون.
تعكس الحملة الحالية اتساع أدوات الضغط الميداني بين الاقتحام والاعتقال والتخريب، مع تصاعد لافت في اعتداءات المستعمرين وتواطؤ القوات المرافقة لهم، وتستهدف قطاعات مدنية متعددة، من التعليم والسكن إلى الزراعة والتنقل. كما أن منع الطواقم الطبية من الوصول للمصابين، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، يضيفان طبقة جديدة من الانتهاكات التي تمس حق الحياة والسلامة الجسدية والملكية، وتضع السكان أمام تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية ضاغطة.
