مكتب نتنياهو: الرفات الذي سلّمته حماس يعود لهَدار غولدِن

استقبال نعش هدار غولدن ومرافقته إلى إسرائيل.. (صورة: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الرفات الذي تسلّمته تل أبيب في وقت سابق يوم الأحد من حركة حماس يعود لهَدار غولدِن، الضابط الإسرائيلي الذي قُتل خلال حرب غزة عام 2014.

وأوضح مكتب نتنياهو في بيان أنه “بعد استكمال إجراءات التعرّف على الهوية، أبلغ ممثلو الجيش الإسرائيلي عائلة الرهينة القتيل، الضابط هدار غولدِن، بإعادة جثمان ابنهم إلى البلاد”.

ومع تسلّم جثمان غولدِن، تكون الحركة الفلسطينية سلّمت حتى الآن 24 جثة من أصل 28  منذ دخول وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، فيما تبقى أربع جثث إسرائيلية يُتوقّع أن تُسلَّم تِباعا وفقا لبنود الاتفاق.

وفي وقت سابق الأحد، جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو “تسلمت إسرائيل، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نعش رهينة قُتل وتم تسليمه إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك داخل قطاع غزة”.

استقبال نعش هدار غولدن ومرافقته إلى إسرائيل.. (صورة: المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
 

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة أعلنت في وقت سابق الأحد عزمها تسليم رفات غولدن. 

وقالت كتائب القسام في بيان “في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، ستقوم كتائب الشهيد عز الدين القسام بتسليم جثة الضابط هدار غولدن التي تم العثور عليها ظهر أمس (السبت) في مسار أحد الأنفاق بمخيم يبنا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عند الساعة 14:00 بتوقيت غزة” (12,00 ت غ).

منذ مقتله، تم احتجاز جثمان غولدن في غزة، لكن حماس لم تؤكد ذلك ولم تعلن حيازتها لرفاته.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل سمحت لعناصر من حماس والصليب الأحمر بإجراء عملية بحث السبت في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية في غزة، رغم أن حماس والجيش لم يؤكدا ذلك.

جاء ذلك بعدما نقلت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها القناة الثانية عشرة، عن مصادر في حماس قولها إن الحركة عثرت على رفات هدار غولدن في نفق في  بمدينة رفح (جنوب) يقع أسفل منطقة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية. 

وقال نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي الأحد “سقط الملازم هدار غولدن في معركة بطولية خلال عملية الجرف الصامد عام 2014. جثمانه اختُطف على يد حماس، التي رفضت طوال هذه الفترة إعادته”. 

– أربع جثث متبقية – 

وقُتل إبان الحرب في العام 2014 والتي استمرت ستة أسابيع، جندي آخر هو أورون شاؤول. 

وتمت استعادة جثمانه في وقت سابق من هذا العام أثناء الحرب الأخيرة، التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023.

وفشلت المحاولات السابقة لاستعادة رفات الجنديين من خلال صفقات تبادل الأسرى.

كان غولدن (23 عاما) عنصرا في وحدة إسرائيلية مكلفة تحديد أنفاق حماس وتدميرها عندما قُتل في الأول من آب/أغسطس 2014، بعد ساعات فقط من سريان وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة.

وقال الجيش إن فريقه تعرض لإطلاق نار من مسلحين قاموا بقتله واحتجاز جثمانه.

وجاء في منشور للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ على منصة إكس “بعد 11 سنة طويلة ومؤلمة (…) عاد اليوم اللفتنانت هدار غولدن، بطل إسرائيل، إلى وطنه”.

من جانبها، تطرقت المتحدثة باسم الحكومة شوش بدرسيان الأحد إلى ظروف مقتل غولدن.

وقالت أمام الصحافيين “خرج الإرهابيون من نفق في رفح وهاجموا جنود الجيش الإسرائيلي”. 

وأضافت “قُتل هدار برصاصة خلال هذا الهجوم الذي شنّته حماس، وجرّ الإرهابيون جثمانه إلى داخل النفق”. 

أما كاتب العمود في صحيفة هآرتس اليسارية عاموس هرئيل، فاعتبر أن استرجاع جثمان غولدن “بعد تأخير 11 عاما يحمل دلالة كبيرة”. 

وأضاف “سيُغلق ذلك فصلا مؤلما، ويوجه رسالة مفادها أن التزام إسرائيل بعدم ترك أي جندي خلفها ما زال ثابتا”. 

أدرجت إسرائيل اسم غولدن ضمن قائمة الرهائن الموتى الذين تسعى إلى استعادة رفاتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة.

وفي بداية الهدنة في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، كانت حماس تحتجز عشرين رهينة أحياء و28 جثة لرهائن.

وأفرجت مذاك عن جميع الرهائن الأحياء وأعادت 24 جثمانا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني من سجونها، وأعادت جثث مئات الفلسطينيين إلى غزة.

مع تأكيد أن الرفات يعود لغولدن، تبقى أربع جثث لرهائن – ثلاثة إسرائيليين وتايلاندي واحد – من المقرر إعادتها من غزة.

– تشييع جندي – 

الأحد أيضا، شيّعت إسرائيل رفات الجندي إيتاي حِن الذي سلم في وقت سابق الأسبوع الماضي. 

والجندي حِن، إسرائيلي أميركي، كان يقوم بمهامه العسكرية على الحدود مع قطاع غزة إبان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي وفاته في آذار/مارس 2024، موضحا أنه قُتل في المعارك ونُقلت جثته إلى غزة. 

وفي كلمة تأبينية بثتها عائلة حِن، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف “في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما اجتاحت الفوضى والرعب دولة إسرائيل، وقف إيتاي شامخا مدافعا عن الآخرين. في تلك اللحظات العصيبة، أظهر إيتاي بطولة تمثل الشجاعة الحقيقية، الاستعداد لمواجهة خطر لا يمكن تصوره كي يعيش الآخرون”. 

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1221 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى استشهاد 69176 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي تعتبر موثوقة من قبل الأمم المتحدة.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2023، 479 جنديا إسرائيليا. 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - فرانس برس