استشهد طفلان فلسطينيان، مساء الخميس، عقب إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار عليهما في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأفادت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على الطفلين بهاء بلال صبارنة، ومحمد محمود أبو عياش ويبلغان من العمر (16 عاما) في منطقة جنوب بيت أمر، واحتجزت جثمانيهما، وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة.
وقال الناشط الإعلامي محمد عوض من البلدة، إن قوات الاحتلال تواصل عمليات المطاردة وملاحقة المزارعين في تلك المنطقة التي تقام عليها مستعمرة "كرمي تسور"، وتعتدي عليهم بالضرب، أو الاعتقال، في ظل تزايد وتيرة اعتداءات المستعمرين بهدف تهجير المواطنين لتوسيع المستعمرة المذكورة.
أعلن جيش الاحتلال أنّ قواته قتلت مشتبها بهما في بلدة في الضفة الغربية، في وقت أشعل مستوطنين إسرائيليين النار في مسجد.
وقال جيش الاحتلال في بيان " تمكّن جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يعملون بالقرب من مستوطنة كرمي تسور من القضاء على إرهابيَين كانا في طريقهما لتنفيذ هجوم إرهابي”، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
في الأثناء، أفادت وزارة الخارجية في رام الله بأنّ مستوطنين إسرائيليين أشعلوا النار في مسجد الحاجة حميدة قرب بلدة دير استيا شمال الضفة.
وأشارت الوزارة إلى “انتهاك صارخ لحرمة دور العبادة، وتعبير فاضح عن العنصرية العميقة التي باتت تحكم سلوك المستوطنين تحت رعاية منظومة الاحتلال”.
وأظهرت صور وكالة فرانس برس من المكان نسخا محترقة من القرآن وجدرانا سوداء جراء الدخان.
وقال جيش الاحتلال إنّه تمّ إرسال قوات الأمن إلى المكان الخميس، في أعقاب “تقرير ولقطات فيديو… بشأن مشتبه بهم أضرموا النار بمسجد وكتبوا شعارات على الجدران”.
وأشار في بيان إلى أنّه لم يتم تحديد هوية المشتبه بهم بعد مراجعة الحادث الذي أُحيل على الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف أنّ “الجيش الإسرائيلي يدين أي شكل من أشكال العنف وسيواصل العمل لحماية الأمن والنظام في المنطقة”.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، وقال المتحدث باسمه إنّ “أعمال عنف مماثلة وتدنيس المواقع الدينية غير مقبولة”.
وأضاف ستيفان دو جاريك أنّ “مثل هذه الحوادث جزء من نمط متزايد من العنف المتطرّف الذي يؤجج التوترات ويجب أن يتوقف فورا”.
ويأتي إضرام النار في المسجد الخميس، غداة تعهّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب موجة هجمات استهدفت الفلسطينيين.
وقال إيال زامير في بيان “نحن على علم بالحوادث العنيفة الأخيرة التي هاجم فيها مدنيون إسرائيليون فلسطينيين وإسرائيليين. وأنا أدينها بشدة”.
وأضاف أن الجيش “لن يتسامح مع السلوك الإجرامي الذي تقوم به أقلية صغيرة تشوه سمعة الجمهور الملتزم بالقانون”، معتبرا أن “هذه الأفعال تتناقض مع قيمنا، وتتجاوز خطا أحمر، وتصرف انتباه قواتنا عن مهمتها”.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ويعيش أكثر من 500 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وينفذ مستوطنون أعمال عنف ضد الفلسطينيين الذين يشكون من أن القوات الإسرائيلية لا تقوم عادة بتوقيف المعتدين.
وجميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن تشرين الأول/أكتوبر 2025 هو أكثر شهر مارس خلاله المستوطنون العنف منذ بدأ تسجيل هذه الاعتداءات عام 2006، فقد وقع 264 هجوما تسبب في سقوط ضحايا أو أضرار بالممتلكات.
ولم تحاسب إسرائيل أيا من مرتكبي هذه الجرائم تقريبا.
تصاعدت أعمال العنف في مختلف أنحاء الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واستشهد ما لا يقل عن 1003 فلسطينيين، بينهم مسلحون، في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
في الفترة نفسها، قُتل 43 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.
