غزة: استمرار الخروقات وتعثر المساعدات الأممية… آلاف الخيام تتهاوى ونداءات عاجلة للإغاثة

غرق خيام النازجين.jpg

تتفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة مع دخول أول منخفض جوي لهذا العام، بالتزامن مع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل 36 يومًا. وبينما تتسرب مياه الأمطار إلى الخيام المتهالكة التي تأوي مئات آلاف النازحين، تتحدث الطواقم الميدانية عن تعثر دخول المساعدات وعمليات قصف ونسف لمنازل في شمال القطاع وجنوبه، ولا سيما في رفح.

انهيار خيام وارتفاع منسوب المخاطر

قال الدفاع المدني في غزة إن آلاف الخيام تضررت بسبب الأمطار، وإن ملابس وأغطية النازحين تبللت وسط انعدام مقومات الحياة بعد عامين من الحرب. وأوضح أن الجهاز يعجز عن التعامل مع حالات الغرق بسبب تدمير معداته وتراجع القدرات البلدية التي وصفها بـ«البدائية» قياسًا بحجم الاحتياج. وحذّر من أن المنخفض الحالي «مجرد بداية» لفصل شتاء قاسٍ قد يشهد مآسي أكبر، مع ازدياد خطر انهيار المنازل المتصدعة بفعل السيول والأمطار.

قصف ونسف في رفح ونيران مسيّرة في جباليا

أفادت أنباء محلية بأن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت فجر اليوم نيرانها صوب ساحل مدينة رفح جنوبي القطاع، تزامنًا مع عمليات نسف واسعة طالت مباني في المدينة. وفي الشمال، أطلقت طائرة مُسيّرة إسرائيلية النار في المناطق الشرقية من مخيم جباليا، في خرق إضافي للهدنة الهشّة.

الأمم المتحدة: 4 آلاف منصة مساعدات رُفضت

قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل رفضت إدخال قرابة 4 آلاف منصة نقالة (Pallets) من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ويزيد هذا الرفض الضغط على سلاسل الإمداد ويُفاقم نقص الغذاء والمواد الطبية ومستلزمات الإيواء، في وقت تؤكد فيه الجهات المحلية أن القيود على المعابر تعرقل أي تحسن ملموس على الأرض.

نزوح واسع وحاجة مُلحة إلى الإيواء

مع دخول الشتاء بقوّة، ترتفع معاناة نحو مليون ونصف المليون نازح يعيشون في خيام بالية، كثير منها غرق بمياه الأمطار أو مزقته الرياح. وتشير التقديرات المحلية إلى أن القطاع يحتاج بصورة عاجلة إلى ما لا يقل عن 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان كمأوى مؤقت إلى حين انطلاق إعادة الإعمار. كما تُحذّر هذه الجهات من أن انهيار منازل آيلة للسقوط يدفع عائلات إلى المكوث داخل مبانٍ متصدّعة هربًا من الغرق والبرد، ما يخلق مخاطر مضاعفة على السلامة العامة.

مطالبات بتحرّك عربي ودولي وضغط على إسرائيل

ندّدت جهات محلية بما وصفته مماطلة الاحتلال في السماح بدخول المساعدات الإنسانية كما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، محمّلةً الوسطاء والضامنين مسؤولية فرض التزامات الاتفاق ورفع القيود عن الإغاثة. ودعت إلى تحرك من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة الهيئات والمنظمات المعنية لـتسريع إدخال الغذاء والدواء ومستلزمات الإيواء والوقود، ورفض التسويف الذي يُبقي مئات آلاف المدنيين في العراء بلا مقومات حياة.

هدنة على الورق ومعاناة على الأرض

رغم مرور أكثر من شهر على الهدنة، تؤكد الوقائع الميدانية أن الخروقات اليومية—من غارات متفرقة وعمليات نسف وإطلاق نار—تُبقي الهدنة هشّة وتعرقل جهود الإغاثة. ومع هبوط درجات الحرارة وتزايد الأمطار والرياح، تتسع الفجوة بين حجم الاحتياج الإنساني وبين ما يصل فعليًا من مساعدات، في وقت تتواصل فيه النداءات لتأمين ملاجئ آمنة وخدمات أساسية تُجنّب القطاع سيناريوهات أكثر قسوة خلال الأسابيع المقبلة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة