342 شهيدًا في غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار جرّاء خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة

قصف.jpg

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، منذ دخوله حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عبر غارات جوية وقصف مدفعي واستهداف مباشر للمدنيين، في ظل تحذيرات من انهيار التفاهمات القائمة وتدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وثّق الاحتلال 497 خرقًا للاتفاق منذ بدايته، أسفرت عن استشهاد 342 مدنيًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى 875 مصابًا، واعتقال 35 مواطنًا خلال عمليات توغل واقتحام في مناطق مختلفة من القطاع.

تصعيد ميداني شرق خانيونس ورفح ومدينة غزة

في اليوم الـ45 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي عشر غارات جوية داخل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" شرقي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، تزامنًا مع عمليات نسف وقصف مدفعي شرقي رفح، وإطلاق نار من آليات عسكرية إسرائيلية باتجاه مناطق متفرقة.

كما استهدفت الغارات والقصف المدفعي منطقة التعليم في بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أثار مخاوف إضافية بشأن سلامة المرافق التعليمية والبنى التحتية المدنية.

وأعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد شخص ثانٍ بنيران طائرة مسيّرة إسرائيلية داخل الخط الأصفر في بلدة بني سهيلا شرقي خانيونس، في وقت تواصل فيه طواقم الإسعاف تقديم العلاج للمصابين ونقلهم إلى المستشفيات، فيما تعمل الجهات المختصة على توثيق الحادث وتقييم الأضرار.

وفي بيان لاحق، أفاد الدفاع المدني باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، مؤكدًا أن الهجوم تسبب كذلك في أضرار مادية بالمنازل والممتلكات في المنطقة.

كما أعلن الدفاع المدني استشهاد المواطن محمود وائل الريفي برصاص جيش الاحتلال في حي التفاح شرقي مدينة غزة، خلال استهداف مباشر للمنطقة.

وفي حادثة أخرى شرق خانيونس، أعلن الدفاع المدني استشهاد علاء مازن أبو ريدة وإصابة شخصين آخرين بنيران طائرة مسيّرة إسرائيلية في منطقة ارميضة شرقي المدينة، حيث سارعت طواقم الإسعاف إلى نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما باشرت الجهات المعنية حصر الأضرار.

أزمة إنسانية وتعليمية حادّة: عشرات آلاف الأطفال بلا مقومات دراسة

على الصعيد الإنساني، تتفاقم الأوضاع في قطاع غزة في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي للمرافق المدنية، ومنع أو عرقلة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ إلى السكان.

وأوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن سياسة التجويع لا تزال مستمرة، وأن أزمات التعليم والصحة والتمويل تتصاعد، نتيجة العجز الكبير في ميزانيتها وانعكاس ذلك على خدماتها المقدّمة لملايين اللاجئين في غزة والضفة الغربية وسورية ولبنان والأردن.

وأشارت الوكالة إلى أن 330 مساحة تعليمية مؤقتة تعمل حاليًا في 59 ملجأ بقطاع غزة، لكنها تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، ما يؤثر بشكل مباشر على تحصيل أكثر من 44 ألف طفل. وتؤكد الأونروا أن هذه الظروف تحرم آلاف الطلبة من بيئة تعليمية ملائمة، وتزيد من الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على الأطفال.

أوضاع الأسرى: 81 شهيدًا ومخاوف على حياة الآلاف

في موازاة ذلك، حذّر مكتب إعلام الأسرى من تدهور خطير في أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، معلنًا استشهاد 81 أسيرًا منذ ذلك التاريخ، في ظل ظروف احتجاز وصفها بأنها "خطرة وتهدد حياة آلاف الأسرى".

وشدّد المكتب على أن مسؤولية حماية الأسرى تقع على عاتق المجتمع الدولي، بموجب المعايير القانونية والإنسانية الدولية، داعيًا إلى تحرك عاجل للضغط على سلطات الاحتلال لوقف الانتهاكات وضمان حقوق الأسرى وسلامتهم الجسدية والنفسية.

جهود مصرية – حماسية لتثبيت الاتفاق ومنع انهياره

على المستوى السياسي، تواصلت الجهود الرامية إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع انهياره بالكامل. وفي هذا الإطار، التقى وفد من قيادة حركة حماس برئاسة محمد درويش، مساء الأحد في القاهرة، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لبحث تطورات الاتفاق وملامح المرحلة الثانية منه.

وأكد بيان صادر عن الحركة التزام حماس بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، مشددًا في المقابل على ضرورة وقف خروقات الاحتلال المتكررة، والتي تهدد بتقويض الاتفاق برمّته.

وطالبت الحركة بوضع آلية واضحة برعاية الوسطاء لضمان وقف الانتهاكات الإسرائيلية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أي خروقات فورية، ومنع أي خطوات أحادية من شأنها أن تدفع نحو التصعيد وتُلحق الضرر بالاتفاق ومسار التهدئة.

إسرائيل ترفع حالة التأهب شمالًا بعد اغتيال قيادي بحزب الله

في سياق إقليمي متصل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، أن الجيش قرر رفع حالة التأهب وتعزيز منظومات الدفاع الجوي، خصوصًا في الشمال، على خلفية اغتيال من تصفه إسرائيل بأنه "قائد أركان حزب الله" في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتخشى أوساط إسرائيلية من ردّ محتمل من جانب حزب الله، بما يفتح جبهة تصعيد جديدة على الحدود الشمالية، في ظل استمرار التوتر الميداني في لبنان وقطاع غزة بالتوازي.

مخاوف من انهيار الاتفاق وتدهور أوسع

في ضوء هذه التطورات، يحذّر مراقبون من أن استمرار الخروق الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، واستهداف المدنيين ومرافق التعليم والصحة، يهدد بنسف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تثبيت التهدئة وفتح مسارات جديّة لإعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية.

ويؤكد مسؤولون في غزة أن وقف الخروقات ورفع الحصار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والتمويل الكافي لوكالة الأونروا وباقي المؤسسات العاملة في القطاع، تشكل شروطًا أساسية للحيلولة دون تفجّر الأوضاع مجددًا، ولتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لملايين السكان الذين أنهكتهم الحرب والحصار على حد سواء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة - القدس المحتلة