خسر منتخب قطر الأول لكرة القدم أمام نظيره الفلسطيني بنتيجة 1-0، في اللقاء الذي جمعهما مساء اليوم الإثنين على ملعب "البيت"، في المباراة الافتتاحية الرسمية للنسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب 2025، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضًا منتخبي تونس وسوريا.
جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 95 من الوقت بدل الضائع، عندما سجّل المدافع القطري سلطان البريك هدفًا عكسيًّا في مرمى فريقه بالخطأ، ليمنح منتخب فلسطين فوزًا ثمينًا في الثواني الأخيرة ويحرم "العنابي" من بداية قوية في مشواره العربي، في لقاء شهد مشاركة مميزة للثنائي الفلسطيني حمدان والدباغ.
ترتيب المجموعة الأولى بعد نهاية الجولة الأولى
بهذه النتيجة، تصدّر منتخب سوريا جدول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط، بعدما حقق الفوز في مباراته الأولى مع تسجيل هدف واحد والحفاظ على نظافة شباكه.
وجاء منتخب فلسطين في المركز الثاني برصيد 3 نقاط أيضًا من انتصار وحيد وتسجيل هدف دون أن تهتز شباكه.
أما منتخب قطر فحلّ في المركز الثالث متساويًا مع منتخب تونس في المركز الأخير برصيد صفر من النقاط، بعد تلقي الخسارة في الجولة الأولى دون تسجيل أي هدف، مقابل استقبال هدف واحد.
خيبة أمل قطرية في بداية المشوار
فشل "العنابي" في تحقيق انطلاقة مثالية تمنحه دفعة معنوية في طريق المنافسة على اللقب العربي للمرة الأولى في تاريخه، بعدما اكتفى في مشاركاته السابقة بالمركز الثاني في النسخة السابعة عام 1998 التي استضافها على أرضه، وهو أفضل إنجاز له في ثلاث مشاركات تاريخية، قبل أن يكتفي بالمركز الثالث في نسخة الدوحة 2021، والمركز الرابع في ظهوره الأول بالسعودية عام 1985.
ودخل المنتخب القطري منافسات كأس العرب 2025 بروح معنوية مرتفعة بعد نجاحه في حسم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، عقب تصدره مجموعته في المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية التي أقيمت مبارياتها في الدوحة أمام منتخبي عمان والإمارات، ما جعل الخسارة الافتتاحية أمام فلسطين صادمة للجماهير القطرية.
غيابات مؤثرة في صفوف "العنابي"
شهدت قائمة منتخب قطر المشاركة في بطولة كأس العرب 2025 عدة غيابات بارزة، في مقدمتها الهداف التاريخي للمنتخب المعز علي، الذي خضع لعملية جراحية مؤخرًا بسبب إصابة عانى منها منذ انطلاق الموسم، وحرمته من المشاركة مع ناديه الدحيل وكذلك مع المنتخب الوطني.
كما يغيب الثنائي أحمد الراوي وأحمد الجانحي بداعي الإصابة أيضًا، ما أجبر الجهاز الفني على منح الفرصة لعدد من الوجوه الشابة في بداية مشوار البطولة.
فلسطين تبحث عن إنجاز تاريخي
من جانبه، يخوض منتخب فلسطين "الفدائي" النسخة السادسة له في كأس العرب بطموح صنع إنجاز تاريخي يتمثل في تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، مستندًا إلى الأداء اللافت الذي قدّمه خلال مشوار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، رغم عدم نجاحه في بلوغ النهائيات.
وخاض المنتخب الفلسطيني استعدادات قوية قبل البطولة، حيث أقام معسكرًا تدريبيًّا في إسبانيا خاض خلاله مباراتين وديتين أمام منتخبي إقليمي كتالونيا والباسك، قبل أن يواصل تحضيراته في معسكر بالدوحة لمدة أسبوع كامل قبيل انطلاق المرحلة التمهيدية، ليصل إلى افتتاح البطولة وهو في أفضل جاهزية فنية وبدنية.
وعقب اللقاء، عبّر إيهاب أبو جزر، المدير الفني لمنتخب فلسطين الأول لكرة القدم، عن سعادته البالغة بتحقيق هذا الانتصار التاريخي على حساب قطر في الجولة الأولى من كأس العرب 2025.
وقال أبو جزر في تصريحات تليفزيونية: "الحمد لله حققنا فوزًا ثمينًا على منتخب قطر بطل آسيا بلاعبينا الشباب، أول فوز لنا في هذه النسخة ونحن سعداء للغاية، وأبارك للاعبين الأبطال بكل ما تحمله الكلمة من معنى."
وأضاف المدرب الفلسطيني أن فريقه نجح في "خطف فوز مهم للغاية من منتخب قوي عالمي، بطل آسيا، ومستضيف البطولة وصاحب الأرض والجمهور"، مشددًا على أن حصد أول ثلاث نقاط يعد خطوة كبيرة في مشوار الفريق نحو تحقيق هدفه في تجاوز دور المجموعات.
وأهدى أبو جزر الفوز إلى غزة "الأبية"، كما قال، وإلى "الشهداء والأسرى"، موضحًا أنه تلقى اتصالات عديدة من داخل غزة قبل المباراة وبعدها، نقلت له حجم الفرحة التي يعيشها أهل القطاع بسبب انتصارات المنتخب، رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وأشار إلى أن أحد أقاربه اتصل به بعد مباراة سابقة أمام ليبيا، وأخبره أن "غزة كلها كانت سعيدة بالفوز، وأنهم رغم هطول الأمطار كانوا يسمعون أصوات التصفيق والفرحة من داخل الخيام"، مؤكدًا أن هذه المشاهد تمنح اللاعبين دافعًا مضاعفًا لتقديم كل ما لديهم في البطولة.
وبهذا الفوز الدرامي في اللحظات الأخيرة، يضع منتخب فلسطين نفسه مبكرًا في دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة الأولى، فيما يجد المنتخب القطري نفسه تحت ضغط كبير قبل خوض مباراتيه المقبلتين أمام تونس وسوريا لتعويض خسارة الافتتاح وإحياء آماله في بلوغ الأدوار الإقصائية.
