حكومة جنوب أفريقيا تعلن سحب قرار إعفاء حاملي الجوازات الفلسطينية من التأشيرة لمدة 90 يوما

فلسطينيين عالقين في جنوب أفريقيا.jpg

أعلنت حكومة جنوب أفريقيا سحب قرار بإعفاء حاملي الجوازات الفلسطينية من التأشيرة لمدة 90 يوما، في إطار مواجهة مخططات التهجير التي تدفع حكومة إسرائيل باتجاهها.

وتوقع مصدر دبلوماسي في جوهانسبورغ في تصريح لصحيفة "القدس العربي" أن يكون القرار مؤقتا، إلى حين تنجلي الأمور، ولكنه قد يكون الخطوة الوحيدة التي يمكن للحكومة جنوب الأفريقية اتخاذها للوقوف في وجه مخططات التهجير، خصوصا أن طائرتين حملتا فلسطينيين إلى جنوب أفريقيا حتى الآن، وقبلهما وصلت عائلة كذلك.

وكانت وزارة الداخلية في جنوب أفريقيا أعلنت سحب إعفاء التأشيرة لمدة 90 يومًا الممنوح لحاملي جوازات السفر الفلسطينية، بعد تحقيقات أكدت وجود استغلال ممنهج للإعفاء من قبل جهات إسرائيلية مرتبطة بمساعي ما يُسمّى "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة.

وقالت الوزارة في بيان إن نتائج التحقيقات، التي جرت بالتنسيق مع أجهزة الأمن والاستخبارات، كشفت أن الإعفاء استُخدم لغايات لا علاقة لها بالسياحة أو السفر القصير، بل لنقل فلسطينيين من غزة وإعادة توطينهم خارجها.

وأوضحت أن وصول رحلتين مستأجرتين مؤخرًا وعلى متنهما فلسطينيون كشف حجم الانتهاك؛ إذ لم تُستأجر الطائرتان من المسافرين أنفسهم، بل من وسطاء، بينما مُنح الركاب تذاكر باتجاه واحد إلى جنوب أفريقيا، ومُنعوا من حمل الأمتعة، وسمح لهم فقط بحمل مبالغ من الدولار الأمريكي وبعض الضروريات.

وعند وصولهم إلى مطار أو آر تامبو الدولي، تبيّن أن العديد منهم لا يملكون أماكن إقامة أو تذاكر عودة، ولا يحملون إثباتًا لمغادرتهم، ما أكّد – وفق الوزارة – أن جهة خارجية استغلت الإعفاء في غير غرضه.

وأضاف البيان أن هذه العملية لم تقتصر على إساءة استخدام الإعفاء، بل شملت إساءة استغلال المسافرين أنفسهم، إذ تُركوا دون أي مقومات للعيش عند وصولهم، وأكد معظمهم أنهم لا يرغبون في طلب اللجوء، ما دفع منظمات المجتمع المدني للتدخل لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

وأشار التحقيق كذلك إلى أن الرحلات المستأجرة لم تكن حدثًا منفردًا، بل جزءًا من مخطط أوسع لنقل فلسطينيين إلى دول أخرى، من بينها طلبات تلقاها وسيط مقيم في دبي، ولديه مكاتب في جنوب أفريقيا، للحصول على عروض أسعار إضافية لتسيير رحلات مشابهة في أسرع وقت.

وأكدت وزارة الداخلية أنها ستستمر في معالجة طلبات اللجوء لمن وصلوا عبر الرحلتين، بينما ستُدرس طلبات التأشيرة المستقبلية من الفلسطينيين الحقيقيين الراغبين في زيارة جنوب أفريقيا بشكل فردي، مع رفض أي محاولة جديدة لإساءة استخدام النظام.

وقال وزير الداخلية ليون شرايبر إن الرئيس سيريل رامافوزا أشار عند وصول آخر رحلة إلى احتمال أن يكون الركاب قد "أُخرجوا قسرًا من غزة"، وهو ما ثبّتته التحقيقات. وأضاف: "سحب إعفاء التأشيرة هو الإجراء الأكثر فاعلية لمنع تكرار هذه الرحلات، ولضمان تمكّن الفلسطينيين الحقيقيين من زيارة جنوب أفريقيا دون التعرض للاستغلال. لن نكون طرفًا في أي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين أو استغلال معاناتهم".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - لندن - القدس العربي