البيت الأبيض يدرس عقد قمة تجمع بين نتنياهو والسيسي
أفادت القناة 12 العبرية، مساء الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025 ، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يعتزم الإعلان عن بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، الخميس المقبل.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، اليوم، أن نتنياهو سيلتقي ترامب في الولايات المتحدة يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لبحث المراحل المقبلة من خطة وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان، خلال مؤتمر صحفي، إن رئيس الوزراء سيجتمع بالرئيس ترامب يوم الاثنين الموافق 29 ديسمبر/ كانون الأول.
وأشارت إلى أن الجانبين سيناقشان "الخطوات والمراحل المستقبلية وقوة الاستقرار الدولية لخطة وقف إطلاق النار في غزة".
وأضافت بيدروسيان: "يمكن تنفيذ هذه المرحلة من الخطة إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة، لكن ستكون هناك نهاية لحكم حماس داخل قطاع غزة، ومستقبل مختلف للشعب الفلسطيني، ومستقبل أمني لإسرائيل أيضاً"، وفق قولها.
وفي السياق، نقلت قناة "إسرائيل 24" عن ضابط في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قوله، خلال نقاش سري، إن "ترامب يريد بدء المرحلة الثانية من خطته في غزة قبل عيد الميلاد"، الذي يوافق الثلث الأخير من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ولا يزال التخطيط للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتبلور، حتّى لدى الإدارة الأميركية؛ إذ فعلياً لم يُحسم أي شيء بعد، على ما أفاد به موقع واينت العبري اليوم الاثنين، مشيراً إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة صاغتا "الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة" المكوّنة من 21 بنداً، والتي تضمنت توافقاً واضحاً على نزع سلاح حركة حماس.
وعلى خلفية ما تقدّم، فإنّ مسألة المرحلة الثانية ستكون عملياً الموضوع المركزي المطروح على طاولة النقاش خلال لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب نهاية الشهر الجاري؛ إذ يفترض أن يحط الأول بمنتجع مارالاغو بميامي في ولاية فلوريدا الأميركية ليُستضاف هناك بين 28 ديسمبر/كانون الأول و1 يناير/كانون الثاني المقبل. وطبقاً لجدوله، سيلتقي نتنياهو ترامب مرتين على الأقل، إلى جانب لقاءاته المخططة مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هغسيث.
في موازاة ذلك، التقى نتنياهو، الاثنين، السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز، في ظل ما وصفه إعلام عبري بوجود "فجوات هائلة" بين تل أبيب وواشنطن، بما في ذلك المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت صحيفة "معاريف" إن الاجتماع عقد في مكتب نتنياهو بالقدس المحتلة، وحضره السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، وسفير واشنطن لدى إسرائيل مايك هاكابي، وعدد من المسؤولين الأمنيين.
وذكرت الصحيفة العبرية أن الاجتماع الذي صنف بأنه "عاجل" كان سبباً في تأجيل جلسة محاكمة نتنياهو المقررة التي كانت مقررة في وقت سابق اليوم الاثنين، والذي وافقت عليها المحكمة.
وبحسب "معاريف"، بحث الطرفان التطورات الأخيرة على الساحة الدولية واستمرار التنسيق السياسي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن "اللقاء جرى في وقت تظهر فيه إسرائيل والولايات المتحدة فجوات هائلة في ما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في غزة".
وأوضحت أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تسريع الانتقال إلى المرحلة الثانية، بينما تؤكد إسرائيل أنها يجب أن تنتظر حتى إعادة رفات الأسير الإسرائيلي الأخير بغزة الجندي ران غوئيلي".
وتابعت الصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، بينما تنظر الإدارة الأميركية إلى تفكيك قدرات حماس باعتباره عملية طويلة الأمد، تسعى إسرائيل إلى دفع تفكيك سريع".
وذكرت الصحيفة أن واشنطن تحاول الدفع نحو إنشاء قوة الاستقرار الدولية (ISF)، لكنها أشارت إلى أنه حتى الآن، "لا توجد سوى دول قليلة مستعدة للنظر في إرسال جنود، ومعظم هذه الدول تشترط نشرهم فقط في المناطق التي ستُعرَّف بأنها خالية من حماس". وتابعت: "في هذه المرحلة، إندونيسيا وأذربيجان هما الدولتان الوحيدتان اللتان أبدتا استعدادهما لإرسال قوات، بشرط ألا تشكّل حماس تهديداً حقيقياً لقواتهما، في حين تكتفي الدول الأخرى باقتراح تدريب فقط".
وأمس الأحد، قال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريتش ميرز في القدس المحتلة: "أنهينا تقريباً المرحلة الأولى، وتبقّى لنا أسير واحد لإعادته"، في إشارة إلى جثة أسير متبقية في غزة.
وفي وقت لاحق، قال إنّ "ثمة مهام لا يمكن للقوة الدولية التي ستُنصّب على غزة فعلها. وعملياً، الأمر الأساسي (نزع سلاح حماس) لا يمكنها فعله".
وإلى أن تُعاد جثة آخر أسير إسرائيلي، تتعاظم الضغوط من جانب تركيا وقطر للانتقال إلى المرحلة الثانية؛ إذ بحسب المزاعم الإسرائيلية، "بهدف الحؤول دون الإعلان عن أن حماس هُزمت نهائياً، تعمل قطر وتركيا على إيجاد وضع معيّن تبقى بموجبه الحركة في غزة محتفظةً بسلاحها".
هذا وكشفت القناة 12 العبرية أن البيت الأبيض يدرس عقد قمة تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول لقاء محتمل بينهما منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب القناة، تربط واشنطن انعقاد القمة بموافقة نتنياهو على الصفقة الاستراتيجية لتصدير الغاز إلى مصر، إضافة إلى اتخاذ خطوات اقتصادية أخرى تُعدّ محفزاً للرئيس المصري.
وكان نتنياهو قد أصدر توجيهاً في سبتمبر/أيلول الماضي بمنع المضي في تنفيذ صفقة الغاز مع مصر دون موافقته المباشرة، وذلك رغم توقيعها في 7 أغسطس/آب بين شركتي "ريشيو" و"نيو مد إنرجي" المملوكتين لمجموعة "ديليك" الإسرائيلية، وبين شركة الطاقة المصرية "بلو أوشن إنرجي"، وقد نصّت على بيع 130 مليار متر مكعب من الغاز للقاهرة حتى عام 2040، مقابل نحو 35 مليار دولار.
وذكرت القناة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدف إلى إخراج إسرائيل من عزلتها الإقليمية وفتح آفاق جديدة مع العالم العربي، بالتوازي مع الجهود الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة ودفع اتفاق ينهي الحرب، وقد عرضت خلال الأسابيع الأخيرة خطة دبلوماسية اقتصادية على إسرائيل وعدد من الدول العربية، تقوم على مشاريع مشتركة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة، وتشمل مصر ولبنان وسورية والسعودية.
وبحسب القناة، ترى الإدارة الأميركية في الدبلوماسية الاقتصادية المسار الأكثر فاعلية لإعادة فتح قنوات التواصل بين إسرائيل والدول العربية، فيما تُعدّ مصر نقطة الانطلاق لهذا التوجه. ونقلت عن مسؤول أميركي قوله إن "هذه فرصة مهمة لإسرائيل، فمبيعات الغاز لمصر تخلق اعتماداً متبادلاً، وتُدفئ السلام، وتمنع الحرب".
كما أفادت القناة بأن مستشار الرئيس ترامب وصهره، جاريد كوشنر، نقل إلى نتنياهو رسالة مفادها أن على إسرائيل أن تُظهر للدول العربية أن لديها ما يمكن تقديمه في مرحلة ما بعد الحرب، وأن تتجاوز الخطاب السلبي القائم على التهديدات. ونُقل عن كوشنر قوله إن دول المنطقة "لا تريد سماع الحديث المتكرر عن إيران، بل تبحث عن فرص تجارية"، مؤكداً ضرورة عودة إسرائيل إلى "لغة الاقتصاد" إذا رغبت في الاندماج في المنطقة.
وشدد كوشنر، بحسب القناة العبرية، على ضرورة تطوير إسرائيل أدوات فعالة للدبلوماسية الاقتصادية وإشراك القطاع الخاص، مستفيدة من قدراتها في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والغاز والطاقة المتجددة والمياه. كما أوصى بأن تبدأ إسرائيل بمصر، نظراً إلى دورها المحوري في بلورة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وجهودها التي أسفرت عن استعادة جثامين 27 إسرائيلياً من القطاع. ونقلت القناة عن مسؤول أميركي قوله إن "المصريين أثبتوا التزاماً حقيقياً في ملف غزة".
ومع ذلك، تشير القناة 12 العبرية إلى أن الطريق أمام نجاح الخطة الأميركية ما يزال معقداً؛ فبرغم إبلاغ نتنياهو لكوشنر برغبته في الاجتماع بالسيسي، يرفض الأخير فكرة عقد اللقاء حتى الآن. ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي قوله إنه "لم تجرِ أي اتصالات استراتيجية جدية بين البلدين خلال العامين الماضيين".
وتزعم تل أبيب أن القاهرة انتهكت في الأشهر الأخيرة، الملحق الأمني في معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين عام 1979، والتي جاءت بعد اتفاقية كامب ديفيد، ونصّت على إنهاء حالة الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال من سيناء، وتنظيم حجم وانتشار القوات المصرية في المنطقة.
وبحسب الادعاءات الإسرائيلية، أدخلت القاهرة خلال السنوات الأخيرة قوات مشاة ومدرعات تتجاوز السقف المسموح به، ووسّعت مدارج المطارات، وشيدت بنى تحتية، بينها أنفاق قادرة على تخزين أسلحة، من دون الحصول على موافقة إسرائيلية مسبقة، وهو ما دفع سفير إسرائيل في واشنطن، يحيئيل لايتر، إلى مطالبة إدارة ترامب بإعادة تفعيل رقابة قوة المراقبة الدولية متعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة.
